وري، أول أمس الثلاثاء، الثرى، بمقبرة طريق عين قاسمة بمدينة تيارت، السيناتور السياسي والبرلماني السابقعن ولاية تيارت “قادة بن عودة”، وهو في الثامنة والستين من العمر على إثر وعكة صحية مفاجئة، حيث اشتكى من ألم في القلب انتهى بموته بعد سويعات. وقد التحق الفقيد “بن عودة” بأخيه “قدور قادة”، بعد 6 أشهر من وفاته، بعد حياة مليئة بالمواقف والعمل النضالي، بدأه كمناضل بسيط في حزب جبهة التحرير الوطني، حيث تقلد مختلف المسؤوليات بالحزب، مرورا بأمين قسمة فمحافظا ثم عضوا في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، كما قضى وقتا في بداية حياته السياسية في منصب نائب رئيس بلدية تيارت، قبل أن يصبح رئيسا للبلدية ذات مرة، مثلما شغل مهام رئيس للمجلس الشعبي الولائي، وكان له أيضا دوره كعضو مؤسس للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، وصاحب الفضل في دعمهم في الحياة السياسية. يذكر أيضا أن “بن عودة”، وهو أب لتسعة أبناء وبنات في مختلف الوظائف، كان قد اشتغل في البنك الوطني الجزائري بعد تكوين في معهد متخصص تابع للهيئة، قبل أن يترقى في المناصب طيلة 35 سنة من الخدمة حتى أصبح مديرا لوكالة تيارت، وبعدها أحيل على التقاعد من مهنته الأصلية، لكنه بقي ينشط في السياسة بحضوره القوي خلال أزمة الحزب في الاختيار بين فليس وبوتفليقة. وفي محطات عديدة يعرفها مناضلو الحزب، ممن كانوا مؤيدين له ومن كانوا خصوما، فقد كان للفقيد تأثيره الكبير في الحزب في وقت مضى، وبالأخص لما كان محافظا فيه، حيث ظهرت لمساته في التحضير للمواعيد الانتخابية. ويتذكر “الحبيب قادة”، أخ “بن عودة” بعيون دامعة أيام اليتم والعوز التي عاشها رفقة إخوته في مركز أبناء الشهداء، الذي كان المأوى الوحيد لهم، فقد كانوا بلا بيت يحتضنهم بعد أن استشهد والدهمم وهم صغار، وقيام والدتهم بإعادة الزواج، ليتحولوا إلى العيش في ملجأ أبناء الشهداء، ومنه دخلوا إلى المدارس وتكوّنوا بعد حياة عسيرة حاول شقيقهم “بن عودة” إخراجهم منها، حيث تزوج لأجل أن يجمع شمل إخوته ويريحهم نوعا ما بعد أن شرع في العمل بعد خضوعه لتكوين قصير في المجال المذكور أنفا. أما “الحبيب” الذي يقدر أخويه “بن عودة” و”قدور”، فيؤكد على افتخاره في حياته مع شقيقه، لاسيما أنهما لم يميزا الأبناء والعائلة عن باقي الشعب، وأن همهما كان أن يقوما بواجبيهما كمسؤولين سياسيين، إذ يتحدث تحديدا عن “بن عودة”، ويقول أنه في فترة ما كان رئيس بلدية تيارت، لكنه لم يمنح ولا قطعة أرض بناء ذاتي لعائلته، في وقت كان يشرف فيه على توزيع مئات القطع في مختلف الأحياء، ليتذكر بمرارة صبره على حرمان قائمتيه في الانتخابات المحلية الأخيرة التي ترشح فيها تحت راية حزب الحركة الشعبية من 20 مقعدا موزع على مجالس بلدية وولائية. كما أن “بن عودة قادة” كان يمثل وجها سياسيا له بصماته وتاريخه في النضال الحزبي، ويمثل مدرسة في التسيير المالي والإداري قد خسرته ولاية تيارت والجزائر ككل حسب شهادات مقربيه .