انتقل المجاهد عبد الحفيظ ياحا أحد قادة جيش التحريرالوطني و العضو المؤسس لجبهة القوى الإشتراكية إلى رحمة الله اليوم الأحد بمستشفى بباريس (فرنسا) عن عمر يناهز 83 سنة حسبما علم لدى أقربائه. و توفي المناضل من أجل القضية الوطنية و أحد الشخصيات البارزة على مستوى الساحة السياسية بمستشفى بيشا بالمقاطعة الثانية بباريس إثر مرض عصبي مزمن. ولد عبد الحفيظ ياحا الملقب ب"سي الحفيظ" بقرية آيت اسو ببلدية إيفرحونن بدائرة عين الحمام (تيزي وزو) و قد ترعرع الفقيد في وسط عائلة ثورية فوالده كان من جيل ثورة نوفمبر بالولاية التاريخية الثالثة قبل أن يستشهد في ميدان الشرف. أما والدته المدعوة ودة ججيغة فقد عرفت بالتزامها الثوري إذ كانت من بين أشهر المناضلا ت ضد المستعمر الفرنسي. و سيوارى الفقيد الثرى إلى جانب أخويه الشهيدين عمران و العربي بمربع آث إيلاثن أحد عروش المنطقة الذي يفتخر بتقديمعدد كبير من الشهداء خلال ثورة أول نوفمبر المجيدة. و بعد انخراطه في حركة انتصار الحريات الديمقراطية التحق الفقيد بصفوف جيش التحرير الوطني و عمره لا يتجاوز 21 سنة و قد عين المجاهد الراحل لقيادة "كتيبة الجرجرة" ثم نصب على رأس ناحية بالولاية الثالثة. و تبلور نضاله السياسي فيما بعد في صفوف جبهة القوى الاشتراكية التي شارك في تأسيسها. و في سبتمبر 1963 كان الفقيد من بين المفاوضين لوقف الاقتتال بمنطقة القبائل و عمل على تسوية الأزمة سنة 1965. و أعرب "سي الحفيظ" الذي كان من بين الملازمين الأوائل الأوفياء للفقيد حسين ايت احمد عن "اختلاف وجهات النظر" حول اللقاء الذي جمع هذا الأخير مع أول رئيس للجزائر المستقلة احمد بن بلة بلندن سنة 1985. و أصبح بعد ذلك على رأس المنشقين ما قاده إلى مغادرة الحزب لإنشاء جبهة القوى الديمقراطية في بداية التسعينات. و ترك المجاهد الراحل مذكرات عن مساره النضالي الحافل في صفوف جيش التحرير الوطني و جبال الولاية التاريخية الثالثة كما انه خصص كتابا آخرا لتجربته السياسية في جبهة القوى الاشتراكية. و سيوارى الفقيد الثرى في وقت لاحق فور وصول جثمانه من فرنسا حسبما أكدته عائلته.