في هذا التحقيق الذي قمنا به في منطقة القبائل وبالتحديد في ولاية تيزي وزو، اقتربنا من بعض معتنقي المسيحية الإنجيلية "المذهب" الذي يعتنقه عشرات من السكان الذين إستطاع بعض ممثلي الإنجليين في الجزائر أن يقنعونهم بالإنتساب إليه عن طريق وسائل مختلفة. فيليب مارتيناز طرد من الجزائر ونفوذه مازال قائما "فيليب مارتيناز" ارتبط اسمه بأوائل المبشرين في الجزائر، وهو النشاط الذي شرع فيه منذ بداية هذه الألفية، وكان هذا القس شرطيا في الأمن الفرنسي ومتزوجا من جزائرية ولدت بمدينة برج بوعريريج، أمازيغية الأصل، وقد اعتقد هذا الراهب الفرنسي أن "الرب" أمره بأن يسافر إلى الجزائر ويمارس نشاطه التبشيري وإنقاذ الجزائر من مخالب "الأصوليين" و"الإرهابيين"!!وشرع في الاتصال بشباب الذين التقى ببعضهم بفرنسا خلال سنوات التسعينيات، من بينهم أحد الرهبان المدعو "الأب الصالح"، وقد تمكن مارتيناز من دخول الجزائر سنة 2001 وبدأ في عقد اجتماعات مع عدد من الشباب، ليؤسس جمعية دينية لم تتحصل على الإعتماد من سلطات ولاية تيزي وزو، غير أنه تمكن من عقد أول اجتماع له بفندق عمراوة بوسط المدينة سنة 2002، وفي نفس السنة قام الراهب مارتيناز بشراء فيلا بأكثر من مليار سنتيم وسط مدينة تيزي وزوز بالتحديد في المدينةالجديدة وقد حولها إلى كنيسة، غير أن هذا الراهب وسّع نشاطه إلى العاصمة عن طريق إدماج بعض الشباب من الشراڤة وعين البنيان.وقد برز أيضا مارتيناز وجماعته خلال أحداث منطقة القبائل حيث قدم بعض الدعم المادي لضحايا ماكان يسمى بالربيع الأسود وتكفل بعلاج بعض الجرحى بالخارج.غير أن السلطات العمومية سرعان ماتفطنت لنشاطات فيليب مارتيناز، حيث رفضت السلطات منحه تأشيرة الدخول إلى الجزائر بعد طرده منها، بسبب نشاطاتها المخالفة للقوانين المعمول بها. مأدبة غذاء بالشراڤة لكشف نوايا مارتيناز في سنة 2003 أقام الراهب الفرنسي فيليب مارتيناز مأدبة غذاء بفندق l'Auberge de moulin بالشراڤة، حضرها إلى جانب بعض ممثليه في الجزائر ثلاثة "صحفيين جزائريين"، وكان اللقاء قد جرى تحت أعين مصالح الأمن التي راقبت الأوضاع، وهناك كشف مارتيناز عن نواياه التبشيرية وأبدى مواقفه من الأوضاع في الجزائر، حيث ذكر أنه يدعم المحتجين بمنطقة القبائل، ومعارضته لقانون الوئام المدني الذي أقره رئيس الجمهورية آنذاك مع معارضته أيضا للعفو على الإرهابيين، كما ذكر أنه سيتكفل بالمرضى الذين يتعذر عليهم العلاج في الجزائر والذين عجزت السلطات العمومية على حد تعبيره على علاجهم.بعد سن الدولة لقانون ممارسة الشعائر الدينية سنة 2005 عارض مارتيناز بشدة هذا الأمر واعتبر بأن القانون سيحد من نشاطه التبشيري والإتصال المباشر بممثليه في بلادنا، مادفعه إلى اللجوء إلى المواقع الإلكترونية وكذا البريد الإلكتروني ومواقع "التشات" للإتصال بممثليه وبعض المنتسبين للمذهب الإنجيلي في الجزائر، وقد ألقى مارتيناز عدة "مواعض" على المباشر وعبر الأنترنيت على عشرات المسيحيين في الجزائر.ويتكفل أيضا عدد من المغتربين بنقل الأموال إلى الجزائر وايصالها لمنتسبي وممثلي مارتيناز ليتم توزيعها على بعض الفقراء والمحتاجين.وذكر لنا بعض الذين التقينا بهم بتيزي وزو أن مارتيناز قد يلجأ إلى توسيع نشاطاته التبشيرية عن طريق الإستثمار وإنشاء مؤسسات مصغرة لبعض الشباب البطال، في محاولة لاستمالتهم الى الديانة المسيحية.وعلمنا أيضا أن مارتيناز قد تمكن من توصيل مبلغ يفوق 20 ألف أورو إلى تيزي وزو، حملها أحد المغتربين لتدعيم المنتسبين لمذهبه وتوسيع نشاطه التبشيري. إنشاء أقلية مسيحية هدف مارتيناز يسعى الراهب الفرنسي مارتيناز لإنشاء أقلية دينية مسيحية، فقد ذكر في لقاءه بفندق l'Auberge de moulin بالشراڤة سنة 2003 أن الهدف، من توسيع نشاطه التبشيري، هو إنشاء أقلية، تطالب بحقوقها وتحدث حينها عن ضرورة حماية ما أسماه بالأقلية المسيحية في الجزائر، كما تحدث أيضا على ضرورة تحقيق مبدأ الحكم الذاتي في منطقة القبائل قصد استغلال الثروات السياحية التي تزخر بها هذه المنطقة المأخوذة من الجنة على حد تعبيره.وفي المدة الأخيرة يشن مارتيناز حملة في أوروبا والولايات المتحدة ضد السلطات الجزائر مفادها أن الأقلية المسيحية تتعرض للإضطهاد من قبل "النظام الجزائري" مستدلا بالمتابعات القضائية ضد بعض الأشخاص الذين ثبت أنهم يمارسون نشاطا تبشيريا دون ترخيص أو بطريقة غير قانونية.