استفاق سكان ولاية الوادي، صبيحة الثلاثاء، على وقع كارثة احتراق مستشفى الولادة بالمدينة، التي راح ضحيتها 8 أطفال حديثي الولادة، منهم من احترق ومنهم من اختنق بالدخان والغازات، وذلك في حدود الساعة الرابعة صباحا إلا خمس دقائق، حسب بيان للحماية المدنية. جاء في ذات البيان، بأن الحماية المدنية، أنقذت 76 شخصا منهم 11 رضيعا، و37 امرأة، و28 عاملا وعاملة، فيما أكد شهود عيان من داخل دار الولادة الواقعة بحي 17 أكتوبر بمدينة الوادي، بأن عملية الإنقاذ شارك فيها جميع من حضر الحادثة، فيما أشارت ذات المصادر، بأن ال8 أطفال الذين فارقوا الحياة كانوا في غرفة واحدة، تشرف عليهم إحدى الممرضات الكوبيات. المتهم.. شرارة كهربائية ووجهت أصابع الاتهام من طرف المسؤولين عن الصحة بالولاية، في بداية الأمر إلى الشرارة الكهربائية، التي انبعثت من جهاز قتل الذباب، فيما قالت مصادر أخرى غير رسمية، أن الحريق شب بسبب شاحن للهاتف النقال، كما أسرت بعض المصادر من داخل المستشفى، بأن هذا الأخير سبق أن عرف اختلالا في الشبكة الداخلية للكهرباء، حيث تم التبليغ عنها قرابة 4 مرات، غير أن الحالة التي كانت عليها دار الولادة، تعرف تسيبا غير مسبوق، لاسيما فيما يتعلق بالنظافة ورفع الأوساخ. ولم تسلم من حالة التسيب حتى النساء الحوامل عند الولادة، حيث ذكر عدد من أزواجهن في تصريحات متطابقة للشروق، بأن نساءهم تعرضوا لسوء معاملة، لدرجة سبهن وقول الكلام الفاحش لهن من طرف بعض الطواقم الطبية هناك. وعرف الشارع المحلي منذ سماع الخبر، حالة من الغضب والاحتقان، أين تجمع المئات من المواطنين أمام دار الولادة، فيما تجمهر المئات أمام مقر الولاية، وذلك بالتزامن مع وصول وزير الصحة للوقوف على حجم الكارثة، أين أدى توافد الحشود البشرية إلى غلق الطريق أمام حركة المرور بالقرب من مقر ولاية الوادي وكذا دار الولادة. وأمر الوزير عند نزوله إلى الولاية بفتح تحقيق معمق في المأساة التي نزلت كالصاعقة على قلوب السكان وأهالي الضحايا، كما أوقف تحفظيا مدير مستشفى بشير بالناصر للأم والطفل، الذي تتبع له دار الولادة محل الحريق، وكذا التوقيف التحفظي للطاقم الطبي الذي كان مناوبا ليلة الأمس، وإنهاء مهام المدير الولائي للصحة بالولاية، فيما طالب مواطنون أن يطال التوقيف وإنهاء المهام، حتى والي الولاية ووزير الصحة نفسه وإحالتهم على التحقيق. انتظرا طفلهما 8 سنوات فقضى في الحريق وذرف العشرات من الناس الدموع بحرقة على ما وقع للأب الذي انتظر 8 سنوات، ليرزقه الله بمولود، وعندما حل الفرج وولدت له زوجته توأما ليلة الإثنين، تفاجأ بأن التوأم توفاهما الله، واحترقا بنيران التسيب واللا مبالاة، فيما كشفت التحقيقات الأولية أن السبب يعود ل”شرارة كهربائية”، وهو ما رفضه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حتى ولو كانت هي السبب الأساسي، وطالبوا بتسليط أقصى العقوبات على الطاقم الإداري والطبي الذي اتهموه بالتقصير واللامبالاة. وأكد البعض بأن ربط التقارير بالأعطاب الموجودة، أو تقديم الشكاوي ضد عمال النظافة المتقاعسين عن رفع القمامة، لا يكفي، بل على المسؤولين تحمل مسؤولياتهم، وأن يوظفوا علاقاتهم الشخصية وقدراتهم الذاتية لحل المشاكل ومنع وقوع الحوادث الأليمة، وذلك خدمة للمواطنين والشعب، وعدم الاكتفاء بإرسال تقارير ثم الجلوس للانتظار. وتجدر الإشارة، أن مستشفى الطفل والأم بشير بالناصر، احترق العام الماضي بسبب شرارة كهربائية ولحسن الحظ لم تسقط ضحايا آنذاك، أما دار الولادة التي تبعد بأمتار على المستشفى، فقد شهدت عدة حالات لوفيات الأطفال في الآونة الأخيرة، والتي أرجعها آباء الضحايا لوجود ميكروب خطير، كما تسبب سوء معاملة النساء الحوامل عند الولادة في أخطاء طبية انجر عنها إصابة عدد من الأطفال بالشلل وهناك من فقد بصره، وهناك من حدث له فتق وغيرها من العاهات. بن صالح يعزي عائلات الضحايا ويأمر بالتكفل بالضحايا بعث رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، الثلاثاء، رسالة تعزية إلى كافة عائلات ضحايا حادث الحريق بمستشفى الوادي، أسدى من خلالها تعليمات للوقوف فورا على الأسباب واتخاذ الإجراءات العاجلة للتكفل بالمصابين وبالآثار المادية والنفسية للمتضررين. وجاء في رسالة بن صالح: “على إثر الحادث الأليم المؤسف الذي تسبب فيه حريق نشب بمستشفى الأمومة والطفولة لمدينة الوادي، أدى إلى وفاة ثمانية رضع، وفي هذه اللحظات الحزينة التي ابتليت فيها عائلات بفقدان مواليدها وأصيبت بغتة بحرمانها من الاستبشار والسعادة بهم، وفي الوقت الذي أسديت فيه التعليمات للوقوف فورا على الأسباب واتخاذ الإجراءات العاجلة للتكفل بالمصابين وبالآثار المادية والنفسية للمتضررين من جراء هذا الحادث المفجع، أعرب عن عميق تأثري، وصادق تضامني وتعاطفي مع العائلات المفجوعة وكافة ذويها وأقاربها، داعيا المولى عز وجل أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان”. الدالية تدعو إلى مزيد من اليقظة بالمستشفيات دعت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة غنية الدالية إلى الرفع من مستوى اليقظة بالمؤسسات الاجتماعية الاستشفائية لتجنب الحرائق والكوارث المختلفة مثل ما حصل في مستشفى الوادي، وقدمت الوزيرة تعازيها لعائلات الضحايا وأكدت على أن الفاجعة تحتم عليهم اتخاذ مزيد من الحيطة واليقظة بالمؤسسات العمومية. وطالبت الوزيرة مديري النشاط الاجتماعي بالولايات إلى مزيد من التنسيق مع نظرائهم بقطاع التربية، لحل مشاكل وصعوبات تمدرس فئات ذوي الاحتياجات الخاصة ببعض المناطق، وخلال زيارة عمل وتفقد لولاية سيدي بلعباس، قالت الدالية أن الدخول المدرسي كان ناجحا إلى حد ما.. وزارة الصحة تؤكد إخطارها للمسؤولين لاتخاذ تدابير وقائية هل تكفي حملة التوقيفات لامتصاص الغضب ووقف المآسي! أوقف تحفظيا وزير الصحة وإصلاح المستشفيات محمد ميراوي، الثلاثاء، كل من مدير الصحة لولاية الوادي، ومدير المؤسسة الاستشفائية المتخصصة للأم والطفل بشير بن ناصر، ومدير المناوبة بذات المؤسسة، على خلفية الحريق الذي أودى بحياة ثمانية رضع بجناح مخصص لحديثي الولادة، كما أمر بفتح تحقيق في الحادثة. تنقل وزير الصحة محمد ميراوي شخصيا إلى ولاية الوادي، الثلاثاء، للوقوف على الحادث المأساوي الذي عرفته مستشفى الأم والطفل وأودى بحياة 8 رضع، لاتخاذ التدابير الاستعجالية، حيث وقف رفقة المسؤولين على المستشفى ومدير الصحة وفتح تحقيقا في ملابسات الحادث، بعد ما أظهرت المعاينة الأولية أن أسباب الحريق تعود لشرارة كهربائية انبعثت من جهاز كهربائي للقضاء على البعوض. وأوضحت وزارة الصحة في بيان لها الثلاثاء أنها أخطرت كافة مديريات الصحة والسكان وكافة المؤسسات الاستشفائية ومؤسسات الصحة الجوارية العمومية من خلال تعليمة تحمل رقم 654 صادرة في1 أوت 2019، تضمنت الإجراءات العملية والوقائية ضد الحرائق، والتي تتضمن ضرورة مراقبة أجهزة ومعدات مكافحة الحرائق ووضعها في حالة تأهب، وضمان سير وسائل الاتصال في كافة الوحدات والمصالح والتأكد من تشغيل الهواتف خاصة الداخلية، والتأكد من جاهزية أجهزة الإنذار. وحدثت الوزارة من خلال ذات التعليمة على ضرورة تخزين المواد القابلة للاشتعال بإحكام ومراقبتها باستمرار والتخلص من النفايات التي تحتوي على مواد كيميائية.