مازالت اتحادية خير الدين زطشي تجد صعوبة في برمجة مباريات ودية قوية على الأقل من أجل بريستيج المنتخب الجزائري، الذي يحمل حاليا صفة بطل القارة السمراء بعد تتويجه في مغامرة القاهرة في الصيف الماضي، وكل الوعود التي تحدثت عن برمجة مباراة قوية أمام منتخب من العيار الثقيل، سقطت في الماء، وتم الاكتفاء بمواجهة منتخب كولومبيا وهو من العيار المتوسط وأهم نتيجة له في منافسة كأس العالم لا تتعدى ما حققته السينغال وغانا والكاميرون ونيجيريا، ومنتخب معروف عنه أنه منتخب مواعيد كبرى فقط، ولا يهتم بالوديات بدليل أن أحسن لاعبين في المنتخب في الوقت الحالي، سيغيبان ليس بسبب الإصابة، وإنما لعدم تحمسهما للمباريات الودية ومنها مباراة الخضر التي ستلعب في مدينة ليل الفرنسية في 15 أكتوبر الحالي، وهي مباراة عادية للجزائر أمام منتخب عادي دون كبار أمريكا الجنوبية على رأسهم البرازيل والأرجنتين وبدرجة أقل أورغواي وشيلي. هناك منتخبات في القارة السمراء وعلى رأسها الكاميرون ونيجيريا لا تجد صعوبة في إيجاد مباريات قوية مع منتخبات كبيرة وهذا منذ سنوات طويلة، ففي العاشر من شهر أكتوبر الحالي سيواجه نائب بطل إفريقيا منتخب السنغال العملاق البرازيلي في الملعب الأولمبي في سنغافورة أمام أكشاك مغلقة، وفي 13 من نفس الشهر وفي نفس الملعب وفي نفس البلاد سيلتقي منتخب نيجيريا وهو ثالث القارة السمراء مع منتخب البرازيل بينما يلتقي الخضر بمنتخب كولومبيا في فرنسا. وحتى منتخب غينيا المتواضع الذي خرج من الدور الثمن النهائي من الكان السابقة بثلاثية نظيفة أمام رفقاء آدم وناس، سيواجه منتخب شيلي في نفس توقيت مواجهة الخضر لكولومبيا، ومنتخب شيلي أقوى بكثير من منتخب كولومبيا، مما يعني أن الاتحادية الجزائرية بقيادة خير الدين زطشي، مازالت عاجزة عن إيجاد منتخبات من العيار الثقيل تليق بمنتخب أكد في أمم إفريقيا أنه من طينة الكبار، وسيكون محرجا لإدارة زطشي أن تعلم بأن رفقاء ساديو ماني ورفاقء إيغالو خطفا مواجهة البرازيل ولم تتمكن هي سوى من مواجهة كولومبيا، مع الإشارة إلى أن نيجيريا واجهت في مباراتها الودية الأخيرة منتخب أوكرانيا القوي في عقر داره وتعادلت معه بهدفين لكل فريق في الوقت الذي كان رفقاء محرز يواجهون منتخب بينين المتواضع على أرضهم ويفوزون عليه بصعوبة كبيرة من ضربة جزاء بهدف نظيف. المباريات الودية الكبيرة لا تنسى أبدا، فالجزائريون يذكرون مباراة الخضر بعد الاستقلال أمام ألمانيا الاتحادية وفازوا بها بهدفين نظيفين، ومواجهة ريال مدريد قبل مونديال إسبانيا فازوا بها بهدفين مقابل واحد، ومباراة جوفنتوس قبل مونديال المكسيك وفازوا بها بثلاثية مقابل هدفين، وبيرو الذي تعادلوا معه قبل الموعد الإسباني، ولكنهم ينسون بسرعة بقية الوديات العادية على شاكلة الكونغو الديموقراطية وكولومبيا، والغريب أن الخضر واجهوا في سنة 2001 منتخب فرنسا القوي جدا الذي كان بطلا للعالم في فرنسا بقيادة زين الدين زيدان في زمن المدرب رابح ماجر وخسروا أمامه برباعية مقابل واحد قبل توقيف المباراة في الدقيقة 75 بسبب اجتياح أرضية الميدان، وكان ضمن التشكيلة المدرب الحالي جمال بلماضي، وكان المنتخب عاجز عن التأهل للمونديال وعاجز عن التألق في القارة السمراء، بل إن الخضر في جوان 2007 واجهوا أرجنتين ميسي في نيوكامب وهم عاجزون عن التأهل لمنافسة أمم إفريقيا حيث خسروا برباعية مقابل ثلاثة، ثم واجهوا البرازيل في نفس السنة في شهر أوت في ليون الفرنسية، وخسروا بهدفين أما رفقاء رونادنيو مقابل صفر، وهم يحضرون لمباراة عادية أمام منتخب غامبيا الضعيف جدا ضمن تصفيات أمم إفريقيا، والغريب أن الخضر في تلك الفترة غابوا عن أمم إفريقيا في 2006 في مصر ثم غابوا عن الدورة الموالية في غانا 2008. والآن وهم أبطال للقارة السمراء وبحوزتهم تأهل للدور الثمن النهائي من كأس العالم، وتضم تشكيلتهم بعض اللاعبين من ذوي المستوى العالي، وعلى رأسهم نجم مانشستر سيتي رياض محرز، يعجزون عن تدوين مباراة ودية قوية مع منتخب عملاق، ولو بخطف المباراة الموعودة أمام منتخب فرنسا الذي هو حاليا بطل للكرة الأرضية. ب.ع