لم يستبعد محللون سياسيون إمكانية الذهاب نحو الدور الثاني في رئاسيات 12 ديسمبر المقبل لأول مرة في تاريخ الجزائر، في ظل تقارب الفرص بين 22 مترشحا قدموا ملفات ترشحهم أمام السلطة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات، ويأتي ذلك في وقت يغيب فيه مرشح السلطة الذي تعود على تصدر المشهد السياسي وحصد المراتب الأولى وبالأغلبية الساحقة دون منافس. يرى المحلل السياسي رضوان بوهيدل، أن الانتخابات المقبلة ستكون مختلفة عن سابقاتها، فالمعطيات والمؤشرات تجعل منها مفتوحة أمام كل الاحتمالات، فلا يمكن التنبؤ بهوية الرئيس القادم للجزائر في ظل تساوي الفرص بين المترشحين، غير أنه عاد ليؤكد أن الهيكلة التنظيمية لبعض الأحزاب السياسية سترفع من فرص نجاح مرشحيها على غرار علي بن فليس، وعبد العزيز بلعيد اللذين سبق لهما وان اجتازا غمار هذه الانتخابات، في حين سيستفيد المترشح الحر عبد المجيد تبون من خبرة طاقم حملته الانتخابية للترويج لنفسه. وقال رضوان بوهيدل ل”الشروق” أن القائمة النهائية للمترشحين مرتبطة بما تقرره السلطة المستقلة لتنظيم الانتخابات، فشرط جمع 50 ألف توقيع ليس بضرورة هو من سيسقط بعض الأسماء، فهناك شروط دستورية أخرى على غرار الشهادة الطبية والجنسية، وهي العتبة الأولى التي ستواجه الراغبين في دخول غمار انتخابات 12 ديسمبر. وبخصوص الحظوظ بين المترشحين وإمكانية المرور إلى الدور الثاني، قال – محدثنا – انه من الصعب في المرحلة الحالية تحديد هوية الفائز بمنصب رئيس الجمهورية، لأن الحظوظ متساوية، غير أن الدور الثاني -حسبه- غير مستبعد قائلا: “طبيعة الانتخابات في الجزائر كانت محسومة سابقا والدور الثاني كان موجودا نظريا في الدساتير، أما حاليا المعطيات تغيرت في ظل غياب مرشح السلطة”، بالمقابل لم يستبعد المحلل السياسي إمكانية دخول عامل جديد في الخط من شأنه أن يغير المعطيات، لاسيما وان كل من حزب جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم وهما من الأحزاب السياسية التي تملك قاعدة كبيرة لن يشاركا في هذه الانتخابات واحتمال مساندتهما لمرشح ما تبقى قائمة حسب ما سيدور في الكواليس. ونفس الشيء ذهب إليه المحلل السياسي والخبير الدستوري عامر رخيلة، الذي يرى أن المرور للدور الثاني يتوقف على معدل المشاركة في هذه الانتخابات، فكلما زاد عدد المصوتين زادت إمكانية الذهاب لدور ثان، ونفس الشيء بالنسبة لعدد المترشحين، فكلما كانت هناك انتخابات تعددية فاق فيها عدد المترشحين العشرة يصعب عليهم تحقيق نسبة القبول المحددة ب51 بالمائة، وبالتالي فإمكانية الذهاب للدور الثاني تبقى قائمة، ويرى عامر رخيلة، أن السلطة المستقلة لتنظيم الانتخابات نجحت في أن تذهب إلى انتخابات تعددية تنافسية شارك فيها 22 مترشحا.