استيقظ سكان حي بابا علي العتيق في أعالي مدينة معسكر، صباح الخميس الفارط، على وقع حادثة انفجار مسكن قريب من متوسطة ماحي محمد، والذي سُمع دوّيه على بعد عدة كيلومترات في بعض البلديات المجاورة. في حدود السادسة والنصف صباحا، بينما كان الهدوء يخيم على المدينة، فإذا بانفجار عنيف تبعه انهيار مسكن مكوّن من طابق أرضي وطابقين علويين، يهز المكان وما جاوره هزا ويكسر سكونه، حيث أدى الأمر في البداية إلى وفاة رب البيت، وهو السيد فقيه بن عومر، الذي يبلغ من العمر 50 عاما، ويشتغل بقطاع الصحة، بعد أن استخرجت مصالح الحماية المدنية جثته من تحت الأنقاض، فيما أصيبت زوجته بحروق من الدرجة الثانية، واستدعت حالتها نقلها من قبل نفس المصالح إلى مستشفى مسلم الطيب، أين أدخلت إلى مصلحة جراحة النساء، بينما بقيت ابنتهما تحت الردم، ولم يتم استخراج جثتها إلا في حدود الساعة الواحدة و20 دقيقة زوالا بعد جهود كبيرة من قبل عناصر الحماية المدنية، التي سخرت 50 عونا وعددا من سيارات الإسعاف والإطفاء، فيما وجد الجميع صعوبة في استخراج جثة الفتاة ذات ال18 ربيعا، وهذا بسبب تراكم شظايا الانفجار والردم، وأيضا حساسية بعض الجدران الآيلة للسقوط، والتي كان الإبقاء عليها يشكل خطرا على جموع المنقذين والحاضرين بعين المكان، وكذلك الحال إذا تم التدخل لتقويضها، حيث كانت آمال العثور عليها حية لا تزال قائمة في تلك الأثناء. وخلال عملية الإجلاء، سجل تلاحم الجهود من جانب أعوان الحماية المدنية ومصالح الأمن وعناصر من الهلال الأحمر الجزائري، وأيضا مؤسسات الجزائرية للمياه وسونلغاز والنظافة، مصالح مديرية النشاط الاجتماعي والصحة، وكذا مؤسسات خاصة مختصة في الأشغال، والتي تم الاستنجاد بأعوانها وآلياتها الثقيلة في عمليات الهدم وإزالة الردم، ليتم بعدها استخراج جثة الفتاة، فيما بقيت بعض المصالح قابعة بالمكان إلى ساعة متأخرة من الليل وبعد الانتهاء من رفع الأتربة وتنظيف محيط الانفجار لفسح المجال أمام حركة المرور بالأزقة وإزالة الخطر عن الجيران، كما سجل حضور السلطات المحلية في عين المكان، وهذا قبل انتشال جثة الفتاة، أين تم الوقوف على سير عملية استخراجها، قبل التنقل إلى مستشفى مسلم الطيب للوقوف على صحة السيدة التي أصيبت بالحروق. وبخصوص أسباب الانفجار، فإنه في ظل تحفظ مصالح الحماية المدنية في الموضوع، كون الأمر يقتضي تحديده من قبل المحققين والمختصين في المجال، فإن ما جاء في رسالة التعزية التي بعث بها الوالي لعائلة الضحايا كان يشير باقتضاب شديد إلى ارتباطها بحادث انفجار للغاز، حيث تضمنت في محتواها عبارة “انهيار مسكن بسبب تسرب للغاز”، بحسب مصدر مسؤول، فيما أكد جيران الضحايا في تصريح لهم للشروق، بأنهم أبلغوا مصالح سونلغاز عدة مرات بخصوص وجود روائح للغاز كانت منتشرة في الحي، غير أنها لم تتدخل على حسب قولهم ، بينما نفى مصدر من مؤسسة سونلغاز تلقي هذه الأخيرة أي شكاوى من هذا الحي بهذا الخصوص، مثلما لم يتم تحديد عما إذا كان تسرب الغاز الحاصل هناك مصدره أنابيب الشبكة الداخلية للمسكن المذكور، حيث تكون المسؤولية في حالة كهذه ملقاة على عاتق صاحبه، أما إذا ارتبط بتصدع في شبكة التوزيع بخارج المسكن، فإنها تقع على ذمة شركة سونلغاز إن تم فعلا إبلاغها بالأمر، فيما علم أن هذه الأخيرة قد فتحت تحقيقا لمعرفة مصدر التسرب، وهذا بالموازاة مع تحقيق آخر باشرته مصالح الأمن المختصة إقليميا. وتم زوال الجمعة تشييع جثماني بن عومر فقيه وابنته بعد صلاة الجمعة بمقبرة سيدي محمد شريف بحضور عدد كبير من المواطنين وأقرباء الفقيدين والسلطات المحلية، وعلى رأسها الوالي بعد نقل جثتيهما من مستشفى مسلم الطيب إلى مسجد سيدي سعيد ومنه إلى المقبرة. وقد أمر الوالي المصالح المعنية بمنح سكن لزوجة الفقيد وابنه، كما أصدر تعليمات إلى بعض المديريات بالتكفل بالتجهيز وتقديم المساعدة في نقل وترحيل العائلة إلى مسكنها.