تم الخميس بالشارقة، عرض خمسة أعمال فنية عربية وأجنبية ضمن فعاليات الدورة ال22 لمهرجان الفنون الإسلامية، بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة ومروان السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، ومحمد إبراهيم القصير مدير المهرجان ومدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة. وحملت الأعمال الفنية الخمسة التي احتضنها فضاءي “القصباء” ومركز “مرايا للفنون”، بحضور الفنانين المشاركين، إضافة إلى الأسرة الإعلامية العربية. عناوين: “روح المدينة” للفنان المصري أحمد قرعلي، و”إزهار” للفنان الصيني لي هونغبو، و”قوس الصفر” للفنان الأسترالي جايمس تابسكوت، و”جدارية 2″ للفنانين المصريين مجدي الكفراوي ومحمود عبد العزيز، و”الحديقة الهندسية” للفنان الروسي دانيلا شوزي. واستمع الحضور إلى شرح الفنانين المشاركين، وأبدوا إعجابهم بالمستوى الذي ظهرت التجهيزات الفنية، التي تعكس جانباً كبيراً من الفنون البصرية الإسلامية المتنوعة. وتنوعت الأعمال في مضامينها الفنية المقدمة، مما يعكس توق الفنانين المشاركين لتقديم رؤاهم والتعبير بصرياً عن مفاهيمهم الجمالية ذات الصلة بالفنون، وتجسيد المفاهيم الإسلامية في أعمال فنية جميلة، تبيّن بوضوح الشعار “مدى” الذي يقوم عليه المهرجان”. روح المدينة” طبقات متتالية من قماش الشيفون، وهو، في الأساس، عمل مركّب يتخلّله النور الساكن الذي يجسّد العديد من المعاني والدلالات. إنّه مزيج متجانس بين التشكيل بالضوء والتجهيز في الفراغ. ويعدّ العمل نحتاً أكثر منه “إنستاليشن”، حيث تمّ تفريغ النحت من كتلته ما جعله طائراً في الهواء، بالخامات الجديدة "الشيفون والنور". ويشكّل النور ثلاثة أرباع الخامة، وهو ما يحدّد الأشكال كلّها، وإذا اختلف النور من أيّ اتّجاه يختلف التكوين كلّه. يتشكّل "إزهار" في لغة بصريّة لافتة، حيث اشتغلت من الورق، تعكس حيويّة "هونجبو" وطاقته الكامنة في الأشياء، ويؤدّي العمل مهمّته في جذب المشاهد وخلق الدهشة لديه، حيث يتداخل اللون، وينسكب في أفضية المعرض والجهات جميعها، على شبه كبير من ظاهرة طبيعيّة تدعو إلى التأمّل. يسعى الفنّان من خلال العمل إلى أن يشارك المتلقّي جزءاً من تجربته الفنّيّة المملوءة بالتجارب والخبرات، وهو لا ينسى أن يوصل الفكرة الإنسانيّة المنطوية في قلب العمل نفسه. ويمثل “قوس الصفر” أسلوباً مغايراً في التنفيذ، لا سيّما أنّ موادّا بسيطةً ومألوفةً مثل الماء والضوء قُدّمت بطريقة جديدة كلّيّاً. وسعى جايمس، جاهداً، إلى ألّا يشارك المشاهد بصريّاً فحسب، بل تشجيعه جسديّاً على التفاعل مع العمل والموقع نفسه، بحيث يستكشف مكانة المياه في العمارة وتصميم الحدائق، كما يعدّ تجربة تحوّل المواد المألوفة إلى ظاهرة سامية تقوم على تجربة إيقاظ الحواسّ وتقدير الطبيعة من منظور جديد. تظهر “جدارية 2” الجهد المشترك بين الفنانين المصريين الكفراوي وعبد العزيز، ومن موادّ مثل “دهانات إكريليك”، و”حبال سماكات”، وفرش إكريليك”، و”قماش خياميّة”، تمّ تكوين جداريّة ذات ألوان زاهية عن طريق شراكة فنّيّة بين خطّاطين، وهذه محاولة لتقديم عمل بوجهتي نظر، يكشف التطوّر التقنيّ للحرف. وسعى الخطاطان إلى تقديم نسيج حروفيّ غنيّ يمنح صوراً بصريّة في أبعاد جماليّة متعدّدة، مُحكمة الاستدارات والتطويع، وهما على هذا النحو يقدّمان سلسلة خطّيّة تستند إلى الخيال، تتجلّى في الدمج بين الموهبة والمادّة. تقدّم “الحديقة الهندسيّة” تجربة بصريّة مدهشة في القصباء، إذ يدخل المشاهد في رحلة أشبه بالسفاري من كثرة الرسومات، حيث يوظّف شوزي تقنيّته ثلاثية الأبعاد بحنكة ورؤية فنّيّة تدعو إلى التأمّل والدهشة لأعمال أقرب إلى الواقعيّة، باستخدام عناصر الخداع البصريّ والأشكال غير الحقيقيّة.