افتتحت بالشارقة فعاليات مهرجان المسرح الصحراوي، في طبعته الخامسة التي تستمر إلى غاية ال16 من الشهري الجاري بمشاركة عدّة عروض مسرحية عربية وحضور جزائري تمثل في الممثلة لبنى بوشلوخ والناقد والأكاديمي حميد علاوي. وتنزل لبنى بوشلوخ ضيفة على فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان المسرح الصحراوي ممثلة الجزائر، كما تشارك في الجلسات النقدية، إلى جانب الناقد والأكاديمي المعروف حميد علاوي، الذي سيقدم غدا محاضرة حول “الفرجة الشعبية في الجزائر وعلاقتها بأدب ومسرح الصحراء”. وقال علاوي ل”الشروق” إنّه سيتناول في مداخلته كنوز الثقافة الشعبية الجزائرية وخاصة ما تعلق منها بالأساطير والطقوس والأداءات الشعبية مثل المداح والرواة الشعبيين والأهليل والتي من شأنها أن تهيئ للمسرح فرصا للأداء والتمثيل وتعكس عمق الثقافة الجزائرية”. وأضاف علاوي: “ولاسيما أدب الصحراء الذي يتحول باستمرار إلى أعمال مسرحية من قبل مسرحيين ونقاد ومخرجين”. وبفضاء مفتوح بمنطقة الكهيف بالشارقة، أعطى حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي إشارة انطلاق النسخة الخامسة من المهرجان الذي يقام بتنظيم من إدارة المسرح بدائرة الثقافة، والتي افتتحها العرض الإماراتي “مطايا البيان” (مسرح الشارقة الوطني) لمؤلفه فيصل جواد والمخرج محمد العامري وسط حضور جمهور غفير وفنانين من مختلف الدول. وتجسد مسرحية “مطايا البيان”، البيئة الصحراوية العربية الأصيلة بعاداتها وتقاليدها وموروثها وقيمها، من خلال قصة رمزية عن قيمة وأمانة وشرف الكلمة التي تتباين طريقة نقلها بين ثلاثة أشقاء بعد أن كلفهم والدهم بنقل رسالة، فعلى الرغم من أن هذه الرسالة واحدة ومصدرها واحد، إلا أننا نجد اختلافاً في نقلها وتأويل معانيها ودلالاتها عند كل واحد من الأشقاء الثلاثة، بحسب ما اكتسب كل منهم من قيم وخلق، فيظهر التباين فيما بينهم جلياً في نقل رسالة الأب. ويأتي المهرجان، مواصلة للنجاحات التي حققتها الدورات السابقة، بما يعكس الرؤية الحكيمة للشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم المسرح والمسرحيين ونقل المسرح إلى قلب الصحراء، حيث الفضاءات الجديدة التي لا يقيدها حدود خشبة المسرح، وليعيش جمهور وعشاق المسرح تجربة فريدة في مشاهدة عروض مسرحية في وسط الصحراء. ويسجل المهرجان في دورته الحالية مشاركة 6 مسرحيات عربية، من الإمارات والكويت وموريتانيا والأردن والسودان والعراق، وقد أنتجت خصيصاً للمشاركة في المهرجان الذي يعنى بمقاربة وإبراز الصلات الكائنة والممكنة بين الفن المسرحي والأشكال التعبيرية والأدائية التقليدية التي طورتها مجتمعات الصحراء العربية.