يدعو كثيرون مؤخرا، إلى توطيد الجناح “النوفمبري الباديسي” وتوحيده، وعدم ترك الساحة فارغة للتيار “العلماني التغريبي”، في ظل ما تعرفه البلاد من تجاذبات سياسية واجتماعية، خاصة والبلد مقبل على مناقشة أهم وثيقة تحدد معالم الدولة الجزائرية ونظام الحكم فيها، وهي الدستور. يسعى البعض مؤخرا، لإنشاء أحزاب تدافع عن الهوية الوطنية وثوابت الأمة، تكون جامعة وموحدة لمختلف أطياف المجتمع، في ظل ما تعرفه الجزائر من تجاذبات، أنتجت نوعا من خطابات العنصرية والكراهية بالمجتمع. وفي هذا الصدد، قرّر العقيد المتقاعد محمد العربي شريف ومجموعة من الشخصيات والكفاءات الوطنية، إنشاء ما سموه مؤقتا “حزب تحالف القوى الوطني من أجل الجزائر الجديدة”، والتسمية قد تتغير بعد عقد المؤتمر التأسيسي للحزب بداية شهر مارس على أقصى تقدير. وتهيكل حزب تحالف القوى الوطني من أجل الجزائر الجديدة، عبر 46 ولاية، وعدد من البلديّات. وأوضح العقيد المتقاعد أهداف الحزب في تصريح ل”الشروق”، أمس الأحد، بأن الحزب يدمج جميع التيارات الوطنية المشتتة في الساحة “وسيكون خطه نوفمبريا، يسير على منهج ورؤى نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي السابق، المرحوم أحمد قايد صالح”. كما يسعى المنخرطون في الحزب، حسبه، إلى مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الفساد على أسس صحيحة ومتينة. كما سيعتمد الحزب، على الإسلام كمرجعية، واللغة العربية والأمازيغية، وعلى قيم أول نوفمبر. ويتأسف المتحدث، لكون مشكلة العمل السياسي في الجزائر، “قائمة على البحث عن مناصب وغنائم، وهو ما جعلنا نحاول الرقي بالعمل السياسي وإحياء روح النضال الحزبي الحقيقية في مجتمعنا”. وأكد العربي الشريف، أن الحزب يضم وجوها “غير منبوذة في المجتمع، بل جميعها كفاءات وطنية وأساتذة جامعيون وشباب مثقفون وعاملون عاديون، وأيضا ضباط سامون متقاعدون من أسلاك الجيش، وأصحاب أعمال من نساء ورجال”. كما يهدف الحزب، حسب العقيد المتقاعد، إلى محاربة الفساد والمفسدين، ونبذ العنصرية والجهوية، وإعادة الدور الإقليمي والإستراتيجي للجزائر، مع خلق اقتصاد قوي بعيد عن المحروقات، ترسيخ مبادئ أول نوفمبر، والمناداة بدولة الحرية والعدالة الاجتماعية. من جهته، دعا القيادي في حركة النهضة، النائب مسعود عمراوي، إلى استفاقة وتوحد ما وصفه ب”العملاق النوفمبري الباديسي الأصيل”، مستغربا من حملات السخرية والاستهزاء والتهكم برموز مقوماتنا الحضارية النوفمبرية والباديسية. ويرى عمراوي، بأن الجزائر مقبلة على مرحلة تاريخية فارقة متمثلة في تعديل الدستور، ولذلك “حان الوقت لرصّ الصفوف”، خاصة و”الكل يعلم بأن التيار العلماني التغريبي المتطرف، يتحين الفرصة منذ أمد، لفرض آرائه ومقترحاته وقناعاته رغم قلته، مُستغلا تفكك وتمزق التيار النوفمبري الباديسي” على حد تعبيره. وقال عمراوي في منشور عبر صفحته ب”فايسبوك”، إن قوة التيار النوفمبري الباديسي عبر أرجاء الوطن شماله وجنوبه، شرقه وغربه “ثابتة ولا أحد ينكرها، ولكنه خائر القوى، مثل الرجل المريض، ومشتت الفكر غير منظم، في حين أن القوة يصنعها التنظيم والتأطير”.