* بن غبريط خرقت الدستور وهي تساوي بين الفرنسية والعربية * فرنسة التعليم وقانون الأسرة معارك مستمرة * أتعجب كيف يتكلم بوجدرة عن القرآن!!؟ يواصل الأمين العام لحركة البناء أحمد الدان الحديث عن تفاصيل مرحلة الشيخ نحناح، ويتحدث عن كيف رفض نحناح طلب بويعلي للعمل المسلح، وأجابه نحناح أن الجهاد ليس في الجزائر وإنما في فلسطين، كما يتحدث الدان عن قضية عمار غول وحقيقة ما دار حول إرساله كمندس لدى نحناح وحمس من طرف المخابرات. الدان يكشف عن الصراع الحقيقي والمستمر حسبه حول فرنسة التعليم الذي اعتبره معركة قديمة، مثله مثل قانون الأسرة.
* قلتم إن مؤتمر 2008 لم يكن طبيعيا؟ وجدنا ضغوطات، المؤتمرون لم يدخلوا مثلا في 2008 لم نجد بطاقات الدخول للمؤتمرين، لا استطيع أن اتهم فلانا او فلانا، لكن هذا سلوك لا يمت بصلة للحركة الاسلامية؟
* هل تقصد وجود أياد خارجية؟ الحكومة كانت تتدخل، لا استطيع أن أقول الدياراس، أو الشرطة، أو الحكومة الجزائرية، كانت عندنا لجنة انتخابية، لجنة التحضير هي المسؤولة أمام وزارة الداخلية، وزارة الداخلية لم تكن تتعامل مع تحضير المؤتمر، كانت تتعامل مع ابو جرة كرئيس حزب في حين هو مرشح، فكانت تتعامل معه وهو مرشح، وهو لا يحوز شرعية رعاية المؤتمر، فكانت هناك بعض الممارسات لا ينبغي ان تكون في الانتخابات.
* لو نعد إلى الشيخ نحناح، كيف كانت بداية تنسيقه مع النظام؟ نحناح سنة كان قريب العهد من السجن، كان تقريبا سنتين او سنة ونصف، وأقام اجتماعا لقيادته آنذاك ووضع وثيقة استراتيجية لمسار المستقبل تحت عنوان المشاركة، والوثيقة ما يزال الى الآن، ما يزال الى الآن، فخياره في العلاقة مع السلطة كان منذ سنة 1982، ووفق قناعاته، فلا أحد يستطيع أن يتدخل في الشيخ نحناح او جماعته من الشيخ بوسليماني، فهو والشيخ بوسليماني ومصطفى بلمهدي اجتمعوا عن قناعة، ومجموعة من القيادات التي خرجت من السجن، الطاهر زيشي، فكان عندهم في ذلك الوقت قناعة بموضوع المشاركة، من دون وجود اية ضغوط، فكانوا قد خرجوا لتوهم من السجن ولم يكن مسموحا لهم اصلا، بالتحزب، فآنذاك سنة 85 يتم جمع الشباب للتعددية السياسية. وفي موضوع اكثر دلالة على مسار نحناح أنه قبل ما يخرج من السجن، كان بويعلي حاملا للسلاح، وطلب من الجماعة التي خرجت أنهم يتبنوا السلاح ذلك الوقت، وكان جواب الشيخ نحناح آنذاك أن قال له إن الجهاد لا يكون في الجزائر وإنما الحوار والمشاركة، فقال له اذا اردت أن تجاهد فجاهد في فلسطين، فالشيخ نحناح كانت واضحة قناعته، فبعد خروجه من السجن تم التواصل مع جهات معينة، وكان الشيخ عبد الرحمن حلقة وصل مع السلطات الرسمية، الدولة كانت حزبا ورئاسة، لم تكن هناك مركزية، الجيش والرئاسة، اذ وقتها طبيعة النظام لم تكن مثل اليوم. فالحوار مع الشيخ كان مستمرا، ساهم نحناح في قدوم العلماء الى الجزائر، وكان يشجع العلماء على حضور مؤتمر الفكر الاسلامي، هو من شجع الشيخ الغزالي والقرضاوي والشيخ البوطي والشيخ الصواف لأنهم أصدق، فكان يحرص على حضور العلماء الى الجزائر، لأنه يرى أن العلاقة بين العلماء والنظام الجزائري ستحافظ على مشروع المجتمع النوفمبري الذي هو قاعدة دولة ديمقراطية في اطار المبادىء الاسلامية، وطبعا هذا الصراع ما زال مستمرا الى اليوم. دائما هنا مشروع المجتمع، هناك من يرى مشروع المجتمع النوفمبري دولة جزائرية اجتماعية في اطار المبادىء الاسلامية، وهناك من يرى أن مشروع المجتمع يختلف دولة يجب أن تكون علمانية، لأنهم مرتبطون بالغرب قوى تحب دائما أن تفرض منهجيات مثل ما يحدث في موضوع التربية، فرنسة التعليم هي معركة قديمة، قانون الاسرة معركة مستمرة، والتيار العلماني يحب تهميش الشريعة الاسلامية في الاحوال الشخصية، والتيار الوطني الاسلامي يعمل على ابقاء الأحوال الشخصية ضمن الشريعة الاسلامية، وأنا دائما أقول إن الحفاظ على نوفمبر هو الحفاظ على الوحدة الوطنية، فإذا فقد الجزائر العلاقة مع نوفمبر الجزائر ستنقسم.
* ولماذا برأيك التيار العلماني قوي؟ التيار العلماني لا يخبىء نفسه، توجد نخب، ما زلت مستغربا كيف لأبوجدرة أن يتكلم عن القرآن هكذا في بلادنا، هذا يعبر عن نموذج، فمن المفروض أن لا يقال هذا في تصريح اعلامي، وأيضا المطالبة بإلغاء الولي، فهذا غريب عن الأسرة الجزائرية، فتغييب الولي هو تفكيك للعائلة الجزائرية، ثم ايضا عندما يتم الحديث عن كوادر فرنسية تقوم بالإشراف على مشروع الجيل الثاني من الإصلاحات في قطاع التربية هذا معناه أن التيار او التغيير التغريبي الفرنكفوني في عمق اصلاحات التربية، وهذا خطر، ولهذا نحن نؤيد التحالف النقابي الذي نشأ هذه الأيام من أجل المحافظة على أصالة المنظومة التربوية، هناك تحالف نقابي محترم نحن نؤيده وندعو السلطات العليا للتدخل لإيقاف هذه العملية للقفز على ثوابت الجزائر وتشريعاتها، فالدستور جعل العربية والأمازيغية رسمية، ووزارة التربية تقفز على هذا وتحاول أن تجعل الفرنسية مساوية في الحجم الساعي للغة العربية، وهذا طبعا دليل على استمرار فرنسا في الضغط على الشخصية الجزائرية وعدم السماح لها بالتحرر الثقافي.
* نعود إلى انقسام حمس، بعد هذا الانقسام أين ذهبت قواعدها، هل هي موجودة في حمس أم في التغيير أم في البناء؟ اغلب وعاء الحركة التي تركها الشيخ نحناح، أستطيع أن أقول إنه موجود في حركة البناء، وهذا لا ينفي أن عشرات الإطارات موجودة في حمس وعشرات من الاطارات موجودة في تاج، لأن إرث الشيخ نحناح كبير وكبير جدا، وبالتالي الموروث السياسي والذي خرج من عباءة الشيخ نحناح تقاسمته مختلف الأحزاب، ولكن اغلبية الاطارات موجودة في حركة البناء، فأغلبية المؤسسين الذين كانوا مع نحناح في السجن موجودون داخل حركة البناء، وأغلب القيادات التي كانت في مجلس الشورى اصبحت في البناء، وحركة البناء كل مرة يلتحق بها فوج جديد، وهذا دليل على أن هذه الاطارات مستمرة بالالتحاق بحركة البناء الوطني، لأنها تمثل المرجعية التي مات الشيخ نحناح عليها، خاصة بوجود الشيخ مصطفى بلمهدي الذي يعتبر مؤسسا اساسيا مع الشيخ نحناح ومع الشيخ بوسليماني لأنهم هم من أسسوا للعمل الاسلامي في بداية الستينات، فوجود مصطفى بلمهدي في حركة البناء جعل الكثير يلتف حول الحركة، ففي مؤتمر الشباب الذي عقد مؤخرا، كان الحضور بالآلاف، ما يدل أن حركة البناء وكل مرة تلتقط اناسا جدد، لوقوفها في الوسطية والاعتدال والانتشار عبر الوطن، ثم حركة البناء لها نظام تشتغل به هو أن خلاياها التنظيمية موجودة في كل الولايات، وهي خلايا تربوية تثقيفية أكثر منها سياسية، هي تكوينية، وهذه هي منهجية الشيخ نحناح.
* لو نتحدث عن قضية عمار غول، الذي يقال إن نحناح قال لقد أعدته لهم مثلما أرسلوه، لي يقصد أن المخابرات هي من أرسلت غول إلى نحناح، ما رأيك؟ هذه المقولة قالها سعد بوعقبة، وفي الحقيقة لا أؤيده هذه المقولة، لم أسمع بها من الشيخ نحناح، فعمار غول في تاريخه كان موجودا داخل حركة نحناح، وكان اطارا في عين الدفلى، وترشح على القائمة الانتخابية للحركة، وكان نائبا وأصبح وزيرا باختيار الشيخ نحناح، وإن صدقنا تلك المقولة بأن غول كان مرسول المخابرات ونحناح اعاده لهم، اذن فكل الوزراء تابعون للمخابرات، فأنا أكذب هذه المقولة، وثانيا لا يستطيع غول أن يخترق الحزب، لأن الحزب أكبر من غول، وهو لم يكن في الصف الأول، ولم تكن عنده القدرة لتقسيم الحزب، وأول ما ترشح، ترشح باسم حمس، فالمشروعية داخل حمس كانت قوية، والانقسام حدث حول الرؤية، حيث حمس اختارت الخروج من الحكومة، وغول قال في تصريحاته إن الاستمرار في الحكومة كان مسألة سياسية، بين ابوجرة، وغول، هذا اختياره هو، لذلك لا تستطيع أن تقول إن ذلك ليس تابعا لحمس، او اخترقهم، فلو بقت حمس في حمس لبقي غول معهم 2011. حاوره عصام بوربيع