ضغط متواصل يعيشه هذه الأيام أكثر من 700 ألف مترشح للبكالوريا مع توالي أخبار التصحيحات وما تحمله الإجابات النموذجية من مسرات للبعض وآلام للبعض الآخر...22 يوما تفصل مابين الانتهاء من مواجهة جميع أسئلة الامتحان الأكبر وإعلان النتائج يوم الخامس جويلية المقبل، 22 يوما من الضغط، القلق، هواجس الفشل، واختبار الثقة..وأشياء أخرى، في مثل هذه الفترة تتغير السلوكات، يزداد الخوف من النتيجة وتتضاعف دقات القلوب لكن هل ينطبق الحال على الجميع؟ وهل ينتهي الخوف بمجرد الكشف عن الفائزين والفاشلين أيضا بالضرورة، أم أن للأمر علاقة مباشرة بطريقة حياة اجتماعية لا تظهر إلا في أوقات الشدة والقلق الذي تحول إلى طبيعة ثانية للجزائريين؟ تغيرت وتناثرت إجابات كل من سألناهم عن أدائهم في البكالوريا هذا العام، البعض قال" لقد عملت بجد وأتوقع أنه سيكون مِن حظي خلال هذه السنة"..آخرون قالوا" ربما لم أجب جيدا في المواد الأساسية وبالتالي ستكون معجزة في حالة فوزي"..وبين هذا وذاك، تلعب الخبرة مع الباك دورا أساسيا، فبعض الطلبة تقاعدوا من كثرة ما مرّوا على الامتحان مرور الكرام لسنوات طويلة كان الفشل فيها هو حليفهم الوحيد والأول، وأصبحوا يتعاملون مع الأسئلة مثلما يتعامل الرجل الذي تزوج أكثر من مرة فلا تخيفه ليلة الدخلة أو غمار الزوجية... !، آخرون مازالوا "حقلا فارغا من التجارب وأرضا خصبة لم ترتوِ بعد بأسئلة على شاكلة كيف ولماذا وهل.." ولعل الخبرة تظهر بقوة بعد إجراء الامتحان حيث يخاف الجدد من الفشل لأول مرة، في حين يتعوّد البعض الآخر عليه فيخاف من مفاجأة النجاح، فيصبح الأمر يشبه "المفارقة العجيبة والغريبة" التي تتضح أكثر في السلوكات..مثلا أحد المترشحين في مدينة وهران قال لنا أنه يعيش قلقا كبيرا رغم محاولة إظهار العكس، حيث "نمت لحيته وخفض صوته وشحبت ملامح وجهه"، وكأنه امتحان العمر، ولذلك يشتكي معظم الأولياء خلال هذه الفترة من حالة الضياع التي يتخبط فيها أبناؤهم،.."إنهم ينزوون في غرفهم، لا يشاهدون التلفزيون إلا في أوقات نادرة ومعظم الأحيان تكون عقولهم شاردة وكأنهم ليسوا معنا، بل في عالم آخر..". والحقيقة حسب بعض المتتبعين أن هذه الحالة النفسية الصعبة التي تقترب كثيرا من الاكتئاب المزمن عند البعض سببها كذلك العائلات التي تدخل أبناءها في جو يشبه الحروب "المنتصر فيها يكون معززا مكرما والخاسر فيها يذهب غير مأسوف عليه وكأنه أضاع القدس أو ساهم في إسقاط بغداد في يد المحتلين..!"..لذا يصرّ معظم المرشحين على أنهم يسعون إلى كسب البكالوريا والفوز بالشهادة من أجل العائلة وخصوصا الوالدين..."دعوة الوالدين هي الأهم سواء في النصر أو في أسوء الحالات الهزيمة والفشل". قادة بن عمار