لم يمض على تنصيب الوالي الجديد للنعامة، إدير مدباب، بضعة أيام، حتى اندلعت صراعات قديمة جديدة، وذلك على خلفية الأراضي الرعوية التي تعد مرتعا ومصدر كلأ أغنام الموالين، حيث يحظر كل عرش الرعي على بقية العروش، في مرابعه، بدعوى أن الأرض ملكه، وتزداد الظاهرة انتشارا، بالمناطق الرعوية التي تقع على الحدود الإدارية للجماعات المحلية، ما يتطلب في أحيان كثيرة تدخل القوة العمومية وتحرير محاضر فتترتب عنها متابعات قضائية، لاسيما عندما تصل الأمور إلى العنف، مثلما حدث بمحيط تسمولين على الحدود مع ولاية البيض، أين راح ضحية إحدى النزاعات، شاب في العقد الثاني من العمر. ومن بين النزاعات القائمة، ذلك الدائر بين أهالي قريتي قعلول وفرطاسة حول أراض واقعة على حدود بلديتي صفيصيفة وعين بن خليل، والسبب دائما يعود حسب رؤساء البلديات لعدم ترسيم الحدود الإقليمية للبلديات من جهة، وبين الولايات من جهة ثانية، وهو ما يتطلب وبشكل استعجالي أخذ هذه القضية في الحسبان ووضعها ضمن أولويات المسؤول الجديد عن الجهاز التنفيذي، لتفادي المزيد من الصراعات العروشية التي تنتهي في أغلبها بكوارث ونتائج لا يحمد عقباها. كما أن منح رخص الحرث من طرف الأميار لبعض الموالين، دون غيرهم تسبب في هذه الصراعات رغم تعليمة الوالي السابق، بمنع إصدار رخص للحرث. ويتطلب المشكل حلولا جذرية، لوأد هذه الخلافات التي قد تنجر عنها عواقب وخيمة.