تقلصت مساحات الرعي في الجلفة بشكل كبير ما جعل مربي المواشي في حالة يرثى لها خصوصا في الآونة الأخيرة حيث زادت المساحات الرعوية تقلصا أكثر بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة منذ سنوات طويلة، وإضافة إلى هذا شكل العامل البشري حلقة مهمة في تراجع المحيطات الرعوية بسبب الرعي الجائر الذي مس مختلف الأراضي وبطرق عشوائية إلى جانب الحرث العشوائي الذي مس أيضا الحلفاء ومختلف الأراضي الرعوية حيث لم تستطع الجهات المعنية حماية هذه الأراضي من العامل البشري الذي حطم الأراضي الرعوية التي تحولت في ظرف وجيز إلى أراض جرداء ميتة لا تغني ولا تسمن من جوع. هذه الوضعية الكارثية للأراضي جعلت مربي المواشي يفكرون حتى في ترك مهنة تربية الماشية بسبب ضيق المساحات الرعوية، فيما لجأ معظم كبار الموالين إلى ترحيل ماشيتهم نحو الصحاري في الجنوب بحثا عن الكلإ لماشيتهم التي نخرها الجوع والعطش. وأمام هذا الوضع المزري طالب الكثير من مربي المواشي الجهات الوصية خصوصا محافظة الغابات والسهوب وحتى مديرية الفلاحة بوضع برنامج كبير قصد حماية ما تبقى من أراض سهبية وأراض بور من التدهور وإعادة الاعتبار لها عن طريق غرس الحلفاء وأنواع أخرى من النباتات التي تتأقلم بالمناطق على غرار أشجار السكوم وغيرها من الأشجار التي تثبت الأراضي الرعوية، وما زاد من تدهور هذه الأراضي النزاعات العروشية على الأرض خصوصا مع موسم الحرث حيث يلجأ المتخاصمون إلى حرث الأراضي البور بطريقة عشوائية.