بعد ساعات قليلة من صدور قرار الرابطة الوطنية لكرة القدم والقاضي بإسقاط فريق أمل بوسعادة إلى قسم ما بين الرابطات وإعادة فريق إتحاد سيدي بلعباس إلى حظيرة القسم الوطني الثاني، تجمع العشرات من شباب مدينة بوسعادة في وسط المدينة للتعبير عن غضبهم من هذا القرار الذي يصفونه بالمجحف، قبل أن يتحول هذا التجمع إلى موجة إحتجاج بدأت بإغلاق الطرقات الرئيسية بالمدينة بواسطة متاريس حديدية وأغصان الأشجار وغيرها إضافة إلى حرق إطارات السيارات. وكان أكبر تجمع للغاضبين في مفترق الطرق المؤدي إلى مدينة بسكرة، حيث تمكن الشباب من إغلاقه لعدة ساعات قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب التي فرقت المتظاهرين، لكنهم كانوا يعاودون الكرة في كل مرة. المدينة في شبه إضراب عام بدت مدينة بوسعادة بداية من منتصف نهار امس السبت أشبه بالمدينة الميتة، حيث أغلقت المحال التجارية ابوابها قبل منتصف النهار، كما اقتصرت حركة السيارات على عدد قليل من سيارات النقل الحضري أو بعض المضطرين للتنقل إضافة إلى سيارات الشرطة وقوات مكافحة الشغب وبعض سيارات الإسعاف، وفي الوقت الذي كانت فيه بعض الشوارع ملتهبة كما هو الحال في مدخل المدينة قرب الطريق الوطني رقم 46 المؤدي إلى مدينة بسكرة والمدخل الجنوبي، حيث الطريق إلى الجلفة، ووسط المدينة قرب البريد، كانت بقية الأحياء الأخرى أرضا مواتا لا أثر للحياة فيها يطبعها الحذر والترقب. تخريب مقر فريق الأمل وواجهة البريد المركزي امتد الغضب العارم الذي اجتاح مدينة بوسعادة عقب قرار إنزال فريقهم إلى ما بين الرابطات ليشمل كل شيء، حيث تعرض مقر فريق الأمل الواقع في وسط مدينة بوسعادة إلى التخريب الذي أتى على كل محتوياته بما فيها وثائق الفريق وتجهيزاته من الإعلام الآلي، وقد شوهدت ألسنة اللهب تنطلق من مكاتبه قبل حضور رجال المطافئ، كما تعرض مقر البريد المركزي الواقع هو الآخر بوسط المدينة إلى تحطيم واجهاته الزجاجية وأبوابه الخارجية، لكن التحصينات الحديدية للمقر منعت المتظاهرين من اقتحامه. القرار لا علاقة له بالرياضة وصف أغلب سكان المدينة قرار الرابطة الوطنية لكرة القدم في حق فريقهم بأنه قرار سياسي لا علاقة له بالرياضة، وان القضية قضية حقرة، لأن بوسعادة في أجندة السياسيين لا مكان لها، بل إن بعضهم وصفها بالصفعة الثانية بعد صفعة 1974 عندما تم إقصاء المدينة من قرار رفعها إلى ولاية في ثاني تقسيم إداري تشهده البلاد أنذاك، رغم أنها "كما يقولون" كانت ضمن القائمة، ويضيف اغلب من التقتهم الشروق اليومي انهم يحسون بالغبن وبأنهم مصنفون كجزائريين من الدرجة الرابعة، لأنه لا يمكن تفسير ان يوخذ حقك رغم ان القانون لصالحك، كما أضاف مواطن آخر، ولم يتوقف تفسير المواطنين للقرار المجحف في رأيهم عند هذا الحد، بل إن بعضهم ذهب على حد إتهام جهات نافذة في السلطة بأنها هي صاحبة القرار والرابطة مجرد أداة توصيل، وقال أحد المواطنين الذي كان في حالة غضب إن علينا رفع علم تشاد او بوركينا فاسو أو غيرها فوق مباني مدينتنا ماداموا ينظرون إلينا بكل هذا الإحتقار، ولا يعتبروننا جزائريين مثل البقية، لنا حقوق نأخذها وعلينا واجبات نؤديها. إدارة الفريق: قرار مجحف.. لكننا لن نسكت قال بعض المسؤولين في فريق أمل بوسعادة بأن الرابطة الوطنية لكرة القدم ضربت عرض الحائط بالقوانين التي طالما حرصت على أن يتقيد الآخرون بإحترامها، وبدلا من ان تنصف المظلوم أجحفت في حقه، واضاف الرئيس السابق للأمل البوسعادي السيد الحاج علي بن عيسى، مؤكدا ان الرابطة تجاهلت المواد 128 و160 و161 التي تلزم أن يكون الطعن مؤسسا وفي آجاله وصادر عن الجهة المخولة قانونا لذلك، لكن يبدو ان الأمور كانت مبيتة، حتى ان السيد حداج رئيس الفاف رفض استقبال الوفد البوسعادي رغم إلحاحه، بينما إستقبل بالأحضان مسؤولي بلعباس، فهل من العدالة ان نستمع إلى طرف واحد؟ واضاف السيد بن عيسى بأن إدارة فريق الأمل لن تتوقف عند حدود الإحتجاج البسيط، لكنها سوف تتابع هذا الملف حتى النهاية بداية من الطعن في القرار المجحف ووصولا إلى المحكمة الرياضية والفيفا وما ضاع حق وراءه طالب. أ.س