تشهد مادتا الفرينة والسميد، ندرة حادة في أسواق مدينة سيدي بلعباس ما جعل المواطنين ينتظمون في طوابير طويلة أمام المحلات التجارية، تتخللها اشتباكات وشجارات، وصلت إلى حد تدخل أعوان الشرطة، أملا في الحصول على كيلوغرام واحد من المادتين، وسط تطمينات المصالح التجارية بتوفرها وبكميات كبيرة. رحلة بحث طويلة قادتنا للعديد من المحلات التجارية، المنتشرة عبر المدينة، أين وقفنا على الندرة الحادة لهذه المادتين، فالبحث عنهما مثل البحث عن إبرة في كومة قش، لاسيما مع تأكيد أصحاب هذه المحلات، انعداما كليا للفرينة والسميد في السوق المحلي، منذ قرابة الأسبوعين، رغم طلباتهم العديدة والمتكررة للموزعين، لكن دون جدوى. وهي وضعية قابلها بعض المواطنين الذين التقتهم الشروق اليومي بامتعاض شديد، إذ صرحوا بأنه على الجهات المعنية فرض المزيد من الرقابة على التجار المضاربين، الذين كدسوا حسبهم أطنانا من المادتين من اجل الرفع في استعارها نظرا لكثرة الطلب عليها في السوق مقابل ندرتها الحادة. وبعد تجوال مطول، قصدنا نقطة بيع مؤسسة "أغرو" الواقعة بشارع عيسات ادير، أين كان المشهد كارثيا: زحام شديد، فوضى عارمة، والغلبة للأقوى الذي باستطاعته المزاحمة، من اجل اقتناء كيس الفرينة أو السميد، والناس غير آبهين بحقيقة أن التزاحم ينقل عدوى كورونا، وغير مهتمين بإجراءات السلامة واحتكاكهم فيما بينهم. وهي نفس الوضعية التي شهدتها كبرى المحلات التجارية، الواقعة بالضاحية الجنوبية للمدينة، وهناك تشاجرت سيدتان ما تطلب استدعاء عناصر الشرطة، من اجل فض الاشتباك. نفس المشهد تكرر أيضا بحي سيد الجيلالي، ما دفع بصاحب المحل أمام كثرة الشجارات إلى غلقه، وترك المواطنين متشابكين أمامه، بعد ما تعذر عليهم اقتناء الفرينة. بالموازاة مع هذا، لجأ بعد تجار التجزئة إلى تحديد كمية الفرينة، التي يتم بيعها للمواطنين حتى يتسنى للجميع الحصول عليها، حيث لم تتعد الكمية 8 كلغ للشخص الواحد. بالمقابل كثفت المصالح التجارية مع المصالح الأمنية، دورياتها لمراقبة المخازن والمستودعات، من أجل "رفع الحجر" عن مادتي الفرينة والسميد، ففي ذات السياق داهمت مصالح الدرك أمس الأول مستودعا، لبيع وتسويق أغذية الأنعام ببلدية تلموني، أين حجزت 159 قنطار من مادة الفرينة، الموجهة للاستهلاك البشري، وقد سبق ذلك حجز مصالح الشرطة، كمية كبيرة من الفرينة و لمواد الغذائية منتهية الصلاحية.