في وقت يلتزم السياسيون ورؤساء الأحزاب الصمت تجاه المبادرات الخيرية المتحركة لاحتواء أزمة "كورونا"، أبدى رجال الأعمال هبة تضامنية غير مسبوقة واستعدادهم للوقوف إلى جانب الجزائريين في هذه المحنة الصحية الصعبة، وقارب عدد الفنادق المخصصة من طرف متعاملين خواص للحجر الصحي 100 فندق، كما أعلن رجال الأعمال عن تصنيع مليوني كمامة، وتحرك المنتدى الاقتصادي الجزائري مطالبا بتنظيم تيليطون لجمع 1000 مليار دينار لمواجهة كورونا. وساهمت أزمة الوباء الصحي، في تبييض صورة رجال الأعمال في الجزائر التي شيطنتها المحاكمات المتعلقة بقضايا الفساد سنتي 2019 و2020 والتي سجنت أكبر رجال الأعمال في البلاد وقدر عددهم بالعشرات، في قضايا هزت الرأي العام وكشفت عن اختلاس مبالغ خيالية بآلاف المليارات، حيث أدى الحراك الشعبي ومحاكمات رؤوس الفساد إلى اختفاء طبقة من رجال الأعمال وظهور مؤسسات أخرى لم تكن بارزة في الساحة قبل سنوات، وساهم هؤلاء في الهبة التضامنية لإيجاد مراكز الحجر الصحي لمواجهة وباء كورونا بداية بفندق "أزاد" بالعاصمة ومستغانم، وشملت العملية تقريبا كل الخواص أصحاب الفنادق، بما فيها الفنادق الفاخرة، حيث حول رجل الأعمال أيضا كريم لوهيبي فندق "الزينيت" بوهران وهو فندق فاخر للحجر الصحي وتم تخصيص 4 فنادق بوادي سوف، وفندق لاماراز بالعاصمة وهاسيندا وعددا كبيرا من النزل. وخصص منتدى رؤساء المؤسسات، وهو أكبر تجمع لرجال المال والأعمال في الجزائر، رابطا إلكترونيا خاصا للعمليات التضامنية المنظمة عبر مندوبياته المختلفة، وأعلنت مندوبية بجاية لوحدها إمكانية توفير مليون كمامة طبية، ويقول سامي عقلي رئيس منتدى رؤساء المؤسسات "من واجبنا الوقوف إلى جانب الشعب الجزائري ومؤازرته بكل الوسائل في هذه الظروف". وشملت العمليات الخيرية أيضا تعقيم المستشفيات وتوفير وسائل النقل والأجهزة الاستشفائية وملصقات إعلامية وتوعوية، وساهم مجمع "عمور" بالبليدة بمواد غذائية، وأعلنت 75 مؤسسة تابعة لرجال الأعمال بولاية بومرداس في لقاء مع والي الولاية عن استعدادها لتقديم الدعم، كما التقى أعضاء منتدى رؤساء المؤسسات بوزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمن بن بوزيد لتسطير برنامج مساهمة قوي في مواجهة الأزمة، وحسب العمليات المعلنة يتجاوز عدد الكمامات المنتجة من طرف رجال الأعمال مليوني كمامة طبية لمواجهة "كوفيد 19". وأعلن رجل الأعمال صاحب مجمع أليانس للتأمينات حسان خليفاتي، الذي سبق وأن انسحب من منتدى رؤساء المؤسسات وكشف عن التحضير لتنظيم باترونا جديد يترأسه عن مساهمته في الحملة الخيرية والتنسيق مع عدد من رجال الأعمال عبر توفير الغذاء والمساعدات، وكشف خليفاتي أيضا عن تمديد شركة أليانس للتأمينات لعقود التأمين لفائدة سكان البليدة كمبادرة للتسهيل على أولئك المتخوفين بشأن تجديد العقود التأمينية لمركباتهم بالدرجة الأولى. وسبق جميع هؤلاء رجل الأعمال الملياردير يسعد ربراب الذي أعلن منذ بداية الوباء عن وقوف مجمع سيفيتال إلى جانب الجزائريين واستعداده للتضامن لمواجهة الفيروس، حيث لم تمض فترة طويلة عن إطلاق سراح ربراب من السجن والذي كان محل اتهام في عدة قضايا. وكحوصلة لكل هذه المبادرات، يطلب المنتدى الاقتصادي الجزائري ضرورة تنظيم تيليطون وصندوق تضامن وطني يجمع كل هذه المبادرات تترأسه وزيرة التضامن، وهذا في أعقاب تفشي فيروس كورونا في 20 ولاية، مطالبا عبر أمينه العام يحيى زان كل الفاعلين في الحقل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للتجند في تليطون لجمع مبلغ ألف مليار دينار تشرف على تسييرها وزارة التضامن، بمرافقة جميع المنظمات الوطنية المهتمة بمصير البلاد.