"النوم سلطان"، مقولة شائعة عند العرب، ولها انعكاسها علميا، إذ أثبتت الدراسات الحديثة بأن عدم أخذ القسط الكافي من النوم العميق الهادئ، بالإضافة إلى قلة تناول الأغذية الصحية المفيدة، يؤثر بشكل سلبي على صحة الانسان، إذا يجب تنظيم ساعات النوم تزامنا وساعات الصيام. تفيد دراسات أن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر في فيسيولوجية النوم خلال الصيام. فتغير نمط ومواعيد ونوعية الأكل الفجائية من النهار إلى الليل قد ينتج عنها زيادة عمليات إنتاج الطاقة (الأيض) خلال الليل مما قد يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجسم خلال الليل. ففي العادة تنقص درجة حرارة الجسم نحو نصف درجة مئوية قبل النوم مما يساعد على النوم، ولكن نتيجة لزيادة الأكل في رمضان بعد الغروب قد ترتفع درجة حرارة الجسم مما قد يؤدي زيادة النشاط وعدم الشعور بالنوم خلال الليل، ويتبع ذلك أثناء الصيام انخفاض درجة حرارة الجسم أثناء النهار والشعور بالنعاس أو بصورة مبسطة تغير الساعة الحيوية في الجسم. وهذه إحدى النظريات المطروحة عن علاقة الصوم بالنوم ولها ما يدعمها من الدراسات. وتعتقد بعض السيدات أن السهر إلى ما بعد الإمساك وصلاة الفجر، ثم النوم لساعات جد متأخرة من النهار، والاستيقاظ ظهرا، يمنحهن الراحة التي تحتاجها أجسامهن، لكن في الواقع الأمر خاطئ، فالأطباء مازالوا ينوهون في كل مرة على أن هناك ساعات نوم محددة ليلا، وهو ما يدعى بالساعة البيولوجية التي يطلب الجسم فيها راحته واسترخاءه حتى يكون قادرا على تجديد خلاياه والتخلص من التعب والأرق، لهذا على كل سيدة أن تلتزم بالنوم ليلا، ولو لساعة قبل الاستيقاظ لإعداد طاولة السحور. القيلولة تعيد استجماع قواك يعتبر البرنامج الرمضاني كثيف مقارنة ببقية أشهر السنة، خاصة بالنسبة للسيدات العاملات، أو لأمهات الأطفال المتمدرسين، فالاستيقاظ باكرا، أو عدم النوم بالأساس بعد السحور، يجهد اجسامهن، مما يجعلهن غير قادرات على إتمام ما تبقى من نهار الصيام بسلام، ومن هذا المنطلق، ينصح الخبراء بأن تأخذ كل سيدة حوالي ساعتين من الراحة ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر، وهي الفترة المناسبة التي تكون فيها أعضاء الجسم جاهزة لعملية تجديد الطاقة، فيما ينصح بتفادي النوم بعد العصر. علاقة النوم بكمية الطعام الإفراط في الأكل خلال الليل وبالذات قبل النوم يؤدي إلى اضطراب النوم وزيادة ارتداد الحمض إلى المريء مما يؤثر في جودة النوم. وتزداد أهمية ما سبق ذكره في حق الأطفال، حيث يجب على الوالدين مراعاة حصول أطفالهما على نوم كافٍ خلال شهر رمضان.