ساند مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي فكرة انتقال اللاعبين المحليين للاحتراف في الخارج سواء في أوروبا أو البطولات الخليجية وحتى البطولة التونسية، عكس ما يفكر فيه مسؤولو الأندية الجزائرية الممتعضين من قرار احتراف الجزائريين بكثرة في تونس، معتبرا أنه ولولا الترجي التونسي والنجم الرياضي الساحلي لما تم اكتشاف الدوليين يوسف بلايلي وبغداد بونجاح على التوالي. وكانت الأندية الجزائرية بقيادة المدير الرياضي لشباب قسنطينة رجراج، قد اشتكت للاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف)، من قرار اعتماد اللاعبين الجزائريين كمحليين في البطولة التونسية ما جعل عدد اللاعبين المغادرين من الجزائر نحو الجارة تونس يتضاعف في المواسم الأخيرة، ما جعل "الفاف" يقرر رفع شكوى بالجامعة التونسية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" وفق ما تم تداوله في الآونة الأخيرة. وتمثل نسبة اللاعبين الجزائري في البطولة التونسية 22 من المائة من العدد الإجمالي للأجانب في الدوري التونسي، حيث يضم نادي الترجي وحده 7 لاعبين كاملين. وعبر بلماضي في تصريح مقتضب نقله موقع الصريح التونسي عن مساندته لفكرة احتراف لاعبين من الجزائر نحو أندية خليجية وأوروبية، كما أوضح أن الاحتراف في الترجي مكن المنتخب الجزائري من اكتشاف يوسف بلايلي وبعض اللاعبين الآخرين مثلما حصل مع بغداد بونجاح في النجم، لذلك أضاف "أنه لا يرفض فكرة التحاق لاعبين جزائريين بأندية تونسية". ويبدو رد بلماضي قاسيا نوعا ما على الأندية الجزائرية التي تبحث فقط عن كيفية إرضاء المناصرين وإسكات "الشارع"، دون البحث عن سبل رفع المستوى، والوصول على الأقل إلى نفس مستوى الأندية التونسية، وقتها سيتمكنون من إقناع اللاعبين بالبقاء وعدم المغادرة، حتى ولو اعتمدت الجامعة التونسية قانون اعتبار اللاعبين الجزائريين محليين في الدوري التونسي. وكان بلماضي قد اعتمد سياسة جديدة في المنتخب الوطني منذ قدومه خلفا لرابح ماجر، حيث لا يعتمد في خياراته الفنية على مستوى البطولات سواء المحلية أو الأجنبية الأوروبية منها أو الخليجية والعربية وإنما يركز كثيرا على مستوى اللاعب وما يقدمه للمنتخب الوطني في اللقاءات الرسمية، حيث قال في أول ندوة صحفية له "كلنا جزائريون وأي لاعب يملك (آس 12) سأستدعيه للمنتخب الوطني"، وهذا على عكس ما كان عليه الحال ما سابقيه على غرار البوسني وحيد حاليلوزيتش الذي رفض استدعاء كل اللاعبين الناشطين في البطولات الخليجية إلى "الخضر" ما جعل العديد من جيل أم درمان يقررون الاعتزال دوليا على غرار نذير بلحاج وأسماء أخرى. ويمكن القول إن سياسة بلماضي عادت بالفائدة على المنتخب الوطني، والدليل على ذلك تتويج "الخضر" بكأس إفريقيا 2019 بمصر بلاعبين ينشطون في بطولات أخرى غير الأوروبية، بلايلي في تونس كان وقتها في الترجي ، المدافع بلعمري في السعودية وبغداد بونجاح في قطر.