أصبحت البطولة التونسية لكرة القدم ، خلال الأربع سنوات الأخيرة ، من بين الوجهات المفضلة للاعبين الجزائريين و البداية كانت من 2012 عندما انتقل وسط الميدان الدولي خالد لموشية إلى صفوف النادي الأفريقي ، ليحذو حذوه بعد ذلك كل من مدافع "الخضر" سابقا عنتر يحيى و المهاجم يوسف بلايلي و وسط الميدان عبد المومن جابو ثم المهاجمين بغداد بونجاح و قدور بلجيلالي و أخيرا المدافع هشام بلقروي بطل العالم مع المنتخب الوطني العسكري سنة 2011. و إذا كان انتقال لموشية و عنتر يحيى إلى البطولة التونسية مفهوما إلى حد ما باعتبار أنهما لعبا الجزء الأكبر من مشواريهما بأوربا و تركا بصماتهما مع المنتخب الوطني و كانا في نهاية مشوار ، فإن ما لم تستوعبه الجماهير الجزائرية و المتتبعين لشؤون المنتخب الوطني هو احتراف بلايلي و جابو و بونجاح في بطولة تساوي أو تكاد تكون أقل مستوى من نظيرتها الجزائرية ، في حين كان بإمكانهما الصبر و اختيار وجهة أفضل بكثير و الجميع يتذكر العروض التي كانت تصل جابو و بلايلي من بعض الأندية الفرنسية التي تعتبر الخيار الأنسب لتطوير مستواهما و التطلع إلى اللعب في أندية عريقة قد تكون إسبانية أو برتغالية أو حتى انجليزية. احتراف الجزائريين بتونس لم يقدم الاضافة للخضر و يمكن القول بأن احتراف اللاعبين الجزائريين بالبطولة التونسية لم يقدم أي إضافة للمنتخب الوطني ، كما أنه لم يتمكن أي لاعب من هؤلاء من الانتقال إلى إحدى البطولات الأوربية انطلاقا من تونس عكس ما كانوا يمنون به النفس و عكس ما كان يتوقعه البعض ، بل أثر احتراف بعضهم بتونس سلبا على مشوارهم و مستواهم و سمعتهم ، فكلنا يتذكر المشاكل التي تعرض لها لموشية مع النادي الأفريقي و التي اضطرته للجوء إلى "الفيفا" لاسترجاع حقوقه ، ثم جاء الدور على يوسف بلايلي مع الترجي التونسي و القبضة الحديدية التي تواصلت بين الطرفين و التي انتهت بعودة بلايلي إلى البطولة الوطنية دون أن يحقق حلم الاحتراف بأوربا ، مرهنا بذلك نسبة كبيرة من حظوظه في تقمص ألوان المنتخب الوطني . ثم جاء دور قدور بلجيلالي الذي انتقل إلى النجم الساحلي لكنه لم يعمر طويلا حيث سرعان ما عاد إلى البطولة الوطنية بعد بضعة أسابيع فقط . جابو يفقد مكانته الاساسية مع المنتخب و بونجاح لم يقنع غوركوف و إذا كانت وضعية جابو و بونجاح أحسن نسبيا من وضعية مواطنيهما باعتبارهما أساسيين مع النادي الأفريقي و النجم الساحلي على التوالي ، فإن ذلك لم يشفع لهما بضمان مكانة دائمة في صفوف المنتخب الوطني ، سواء مع الناخب الوطني الأسبق حاليلوزيتش أو الحالي غوركوف ، هذا الأخير الذي ترك الانطباع ، من خلال خياراته ، أنه لا يثق إلا في المنتوج الأوربي بالرغم من أنه قد يضطر في الأشهر القادمة للاستعانة ببعض العناصر المحلية في انتظار إيجاد عناصر جديدة في البطولات الأوربية .