أجمع العديد من المختصين والمتابعين للوضع الاقتصادي والاجتماعي على المستوى المحلي بالمسيلة، على أن قطاع الفلاحة أثبت جدارته وتصدر المشهد في زمن كورونا، وأن سلوك التضامن وقيم التكافل صنعت الاستثناء في ظل إجراءات الحجر الصحي، التي فرضت نمطا معينا على كافة النشاطات باستثناء بعض المجالات الحيوية ذات الصلة بالحياة اليومية للمواطنين. وفي هذا الصدد، كانت ل"الشروق" عدة خرجات استطلاعية لبعض لقطاعات الحساسة والمهمة في الأزمات والأوضاع الاستثنائية، فكانت أولى المحطات منطقة المعذر ببلدية المعاريف، على بعد أكثر من 30 كلم عن عاصمة الولاية، المنطقة التي أصبحت تلقب بسلة الخضروات وبعض الفواكه كمشمش وكل أنواع البطيخ. المعذر هنا سلة الخضروات وتعد منطقة الرياشة واحدة من بين النقاط أو قل الأسواق التي تحتاج إلى تنظيم ومتابعة حيث المكان وبمرور الوقت يضيف ممن التقينا بهم تحول إلى نقطة التقاء لعدد هائل من المركبات والتجار، حيث يتم شحن نحو 10 أنواع من الخضروات وفي مقدمة ذلك الفلفل والثوم والبصل والبطاطا والبنجر السكري والجزر والباذنجان والبسباس والخس، وتتربع حقول الخضروات في منطقة المعذر مترامية الأطراف بين عدة بلديات المعاريف بوسعادة والخبانة ومناطق أخرى متاخمة على مئات الهكتارات، ناهيك عن الفضاءات الخاصة بتربية الأبقار والأغنام.. ولقد شكلت هذه الظروف المصاحبة لإجراءات الحجر الصحي بسبب وباء كورونا تحديا كبيرا لعشرات الفلاحين على مستوى المنطقة فقد أكدوا أنهم وفي مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها الجزائر جراء جائحة كورونا جنود مجندين لأجل توفير ما يلزم من الخضر والفواكه. منطقة نوارة وبساتين "المشماش" من وسط الحطام.. وفي المحطة الثانية، كانت وجهتنا منطقة نوارة بشقيها ببلديتي المسيلة والمطارفة والبساتين المزينة لضفتي وادي القصب، لكن بريق هذين المنطقتين تراجع في 15 سنة الأخيرة، بسبب موت مئات أشجار المشمش وغيرها وتحولها إلى أكوام من الحطب والتحقيقات المدعومة بالصور التي أنجزتها "الشروق" سابقا تبين حجم الكارثة التي حلت بالمنطقة المذكورة حيث كانت إلى زمن غير بعيد هي الأخرى قبلة للتجار من كافة أنحاء الوطن، وكانت حينها شكاوى الفلاحين والقائمين على تلك الغابة من أشجار المشمش هي نقص وندرة الماء على خلفية الوضعية التي شهدها سد القصب الذي كان تاريخيا يغطي مئات إن لم نقل آلاف الهكتارات، حيث تراكمت أطنان الطمي بالسد، وما ترتب على عملية التنظيف التي استغرقت مدة اعتبرت من قبل مختصين بالطويلة ساهم إلى حد بعيد في موت عدد هائل من الأشجار المثمرة، وفي مقدمتها أشجار المشمش فشح المياه وانقطاعها في بعض الأحيان أدى إلى ما أصبح يعرف لدى العديد من سكان المسيلة بالخسارة الفلاحية الكبرى التي ألمت برئة عاصمة الولاية. التضامن والتكافل الاجتماعي.. الأزمة تلد الهمة وفي المحطة الثالثة، كان المشهد هو الهبة التضامنية التي ميزت جميع المناطق حيث القفة الرمضانية وزيادة على ما قدمته السلطات المحلية وكافة الجهات ذات الصلة وقفت العديد من الجمعيات وأرباب العمل وأصحاب مؤسسات اقتصادية في المقدمة لأجل تقديم الإعانات لمختلف العائلات المعوزة والمحتاجين، وبعض الفئات التي حاصرتها الظروف المتعلقة بانتشار وباء كورونا، حيث ساهمت عدة مؤسسات اقتصادية في تقديم المعونة للمحتاجين.