يكشف الدكتور عمر بوساحة مستشار وزيرة الثقافة المكلف بالكتاب خطة الوزارة لمحاولة إنقاذ القطاع والتخفيف من إجراءات وباء كوفيد 19 وتوقيف عجلة النشاطات الاقتصادية على الناشرين، حيث يؤكد في هذا الحوار أن الوزارة لن تدخر جهدا لتسخير ما توفر لديها من إمكانيات لرسم خطة الدعم والتي تتضمن إطلاق سلسلة من المعارض الوطنية والجهوية وإطلاق لجنة مشتركة بالوزارة لضبط عملية الاقتناء وهذا لتجنب تكرار أساليب الدعم القديمة والتي أضرت بالقطاع. يعرف قطاع النشر في الجزائر على غرار دول العالم صعوبات جراء تأثيرات كورونا.. هل توجد إجراءات ملموسة من قبل الوزارة للتخفيف من الوضع وإنقاذ القطاع؟ صحيح، يعيش قطاع النشر حاليا في بلدنا وضعا صعبا للغاية بسبب وباء كورونا، وهو وضع لا تنفرد به الجزائر لوحدها، بل يطال كما هو معروف جميع بلدان العالم، فالنشر توقف في أغلب البلدان وأغلقت جل دور النشر أبوابها ومطابعها. ولأن هذا الوضع تصادف في الجزائر مع تشكيل حكومة جديدة ووزيرة جديدة خاصة بالقطاع، فقد أدركت منذ البداية صعوبة الوضع، فجعلت قضية الكتاب من أولوياتها المستعجلة والتقت بهذا الخصوص وفي الأسابيع الأولى من تسلمها مهامها مع نقابات القطاع، باعتبارها شريكا أساسيا في صناعته، وتمَ خلال تلك اللقاءات مناقشة الكثير من الاقتراحات والأفكار والآراء، لتجاوز هذه الوضعية الصعبة. واستقبلت السيدة الوزيرة عديد ممثلي دور النشر، وتم تنظيم لقاءات عديدة مع مستشار الوزيرة المكلف بالكتاب، ووضعت خلال تلك اللقاءات الكثير من الخطط والبرامج لتجاوز هذا الوضع، وجدت توافقا بين ما قدم من اقتراحات من الطرفين. ونحن ننتظر زوال هذا الوباء للدخول في الخطوات الجادة لتنفيذها. فالوزارة متفهمة كل التفهم للوضع، ولا يمكنها ترك شركائها الناشرين لوحدهم يقاسون من هذا الوضع الصعب، فالكتاب من مسؤولياتها وأولوياتها الأساسية. وصناعته وتوفره في السوق يقتضيان تضامن الجميع في هذه الظروف. قدم الناشرون مجموعة اقتراحات منها تفعيل صناديق الدعم لصالح الكتاب والإعفاءات الجبائية وقروض من دون فوائد وغيرها.. هل تم الفصل في تبني هذه الإجراءات من طرف الوصاية؟ نعم قدّم الناشرون الكثير من الاقتراحات بخصوص الدعم المالي الذي يمكن أن يقدم للناشرين من طرف الوزارة لصناعة الكتاب في هذه الوضعية، وقد اتفق الجميع على تفادي الطرق القديمة للدعم لما سببته تلك الطرق من ضرر بخصوص صناعة الكتاب وتسويقه. ومن بين ما تمّ اقتراحه مثلا أن يعاد النظر في القوانين الخاصة بصناعة الكتاب التي جعلت منه بضاعة كباقي السلع وطبقت عليه نفس الضرائب، بخاصة جمركة مواده الأولية التي هي مستوردة بالكامل من الخارج. ومن بين الأفكار التي تمّ تداولها في جميع تلك اللقاءات هي أن يعاد تصنيف الكتاب كصناعة استراتيجية، لتستفيد من معاملة خاصة تجعل الكتاب: صناعة واقتناء متاحا للقراء بأسعار معقولة. والوزارة تعرف جيدا أن الخروج من هذه الوضعية يحتاج بالفعل إلى إعادة نظر في تلك القوانين وقد جعلتها من أولوياتها في برنامج عملها.. ونفس الشيء فيما يخص اقتناء الكتاب والصفقات المتصلة به، فستقوم المؤسسات التابعة للوزارة "المكتبات الرئيسية، ودور الثقافة وغيرها" هي الأخرى بالتعامل بكل شفافية بخصوص عملية الاقتناء واستعمال كل الإمكانات المتوفرة لديها لذلك. وقد قدم الناشرون الكثير من الملاحظات والاقتراحات بخصوص عملية الاقتناء حرصا منهم للتخلص من بعض السلبيات القديمة، وهو تقريبا ما سطرته الوزارة في برنامجها. وستكون هناك لجنة مشتركة لهذا الغرض لضبط عملية الاقتناءات، وستوظف الوزارة كل ما توفر لديها لمشتريات الكتاب ولن تدخر بهذا الخصوص جهدا في النهوض بسوقه ودعمه. فقط يجب على الشركاء أن يقدروا الظروف المالية الصعبة التي يمر بها البلد ويقاسموننا الأعباء في ذلك. تشكل المعارض متنفسا للناشرين ومع توقف أغلبها ازداد الوضع سوءا، ما مدى صحة الأخبار التي تقول بتأجيل معرض الجزائر وتأثيرات ذلك على الناشرين؟ بخصوص المعارض ناقش الشركاء الوزارة والناشرون مجموعة من المقترحات، وخلال تلك المناقشات اقترح تنظيم مجموعة من المعارض الوطنية والتي هي ليست بالعملية الجديدة، ولكن ما هيمن على الفكرة هذه السنة هي مسألة التأجيلات التي تمت لكثير من المعارض الدولية جراء وباء كورونا، والتخوف من عدم توفر الشروط المواتية أمام الوزارة في ظروف هذا الوباء لتنظيم معرضها الدولي، الذي يعد متنفسا أساسيا لدور النشر في تسويق صناعتهم. وعلى الرغم من أننا لا نعرف لحد الساعة كيف ستكون الظروف الصحية إلى نهاية سنة 2020، ولأنه لم يتأكد بعد تأجيل المعرض من عدمه، فقد قدم الطرفان قائمة لمعارض وطنية تجوب كامل التراب الوطني على امتداد أشهر إن وقع تأجيل الصالون الدولي. ويبقى الأمر الذي يجب أن يكون واضحا لدى أصدقائنا الناشرين أن الوزارة لن تدخر جهدا من أجل مرافقتهم في هذه المحنة وفق ما توفر لديها من إمكانات. وللوزارة بالإضافة إلى هذا مشاريع أخرى للنهوض بسوق الكتاب عامة، طباعة وتسويقا، وكذلك البحث عن سبل إعادة الاعتبار للكتاب من جهة المقروئية التي تعد مشكلا عويصا يجب مواجهته والبحث عن سبل لحلحلته والتغلب عليه..