مضى أسبوع على استئناف بعض النشاطات التجارية والاقتصادية والحرفية، لكن السؤال الذي يفرضه الواقع هو الآتي: هل التزم التجار والحرفيون والمواطنون بتعليمات الوزارة الأولى، بشأن التقيد بإجراءات الوقاية الصحية التي كانت من شروط إعادة الفتح. استأنف التجار والحرفيون والعاملون في قطاع الخدمات، نشاطاتهم بتعليمات من الحكومة، والتي فرضت عليهم شروطا صحية، لكن المتجول في الشوارع يلاحظ شبه انضباط لدى التجار، بدءا بارتداء الكمامات والتقيد بالتباعد، وحتى كثير من المواطنين ملتزمون بارتداء الكمامات، ومع ذلك تم تسجيل بعض التجاوزات. في الموضوع، أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الطاهر بولنوار ل"الشروق"، أن الجمعية لم تسجل أي شكوى، سواء من السلطات المحلية أو من المواطنين أو من التجار أنفسهم، منذ استئناف النشاط التجاري. وقال المتحدث "سجلنا انضباطا كبيرا من التجار، بشأن التقيد بالإجراءات الوقائية، لدرجة أن بعض التجار هم من اشتكوا من عدم تمسك بعض الزبائن بإجراءات الوقاية". و حسب محدثنا، فإن الانضباط مرده التخوف من إعادة غلق المحلات، على غرار ما حدث في شهر رمضان المنصرم، "فالتاجر يسعى للمحافظة على نفسه وعلى مصدر رزقه، ولا حل لذلك سوى التقيد بإجراءات الوقاية" على حد تعبيره. وأوضح بولنوار، أن جمعيتهم ومديريات التجارة عبر الولايات، إضافة لعناصر الأمن الوطني، يقومون بدوريات يومية لمراقبة محلات التجار، فيما كانت دوريات البلديات قليلة، حسب تأكيده. وشجع انضباط التجار الجمعيّة الوطنية للتجار والحرفيّين لتجديد دعوتها للوزارة الأولى، لأجل السماح بفتح جميع محلّات التجارة والحرف والخدمات، مع بداية المرحلة الثّانية من العودة التّدريجيّة إلى الحياة الاقتصاديّة. بالمقابل، رأت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، وحسب تقارير وردتها، أن 50 بالمئة فقط من التجار التزموا بإجراء ارتداء الكمامة، فيما قرابة 80 بالمئة من التجار لم يلتزموا بجميع شروط الوقاية الواردة في المرسوم الوزاري المشترك بين وزارة التجارة والداخلية، والذي يشدد على إدخال زبونين فقط للمحل، وفرض التباعد وتجنب الطوابير، وفرض ارتداء الكمامة على الزبائن، ووضع الصابون المعقم بمدخل المحل وتعقيم الأموال المعدنية. وتأسف رئيس المنظمة، مصطفى زبدي، في اتصال مع "الشروق" لظاهرة تهافت المواطنين على المحلات وغالبيتهم بدون كمامات، وحتى الحدائق والمساحات الخضراء امتلأت بالعائلات وأطفالها وكأن الوباء انتهى من بلادنا. وقال زبدي "كثير من المواطنين غير ملتزمين بإجراءات الوقاية، منذ إعادة استئناف النشاطات التجارية، حتى الكمامات صارت توضع خوفا من الغرامات وليس الوقاية.. ونتخوف من موجة ثانية للوباء في ظل الاستهتار الكبير الذي نشاهده". ويشار أن بعض الولايات عرفت الأيام الأخيرة تصاعدا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، وهو ما يدق ناقوس الخطر بشأن استهتار المواطنين بإجراءات الوقاية الصحية.