لم تتوان عديد الأطراف إلى دق ناقوس الخطر، والدعوة إلى ضبط الأمور في حال الإقرار باستئناف المنافسة، ويأتي هذا في ظل تأكيد مصادر عليمة على افتقاد أغلب الأندية إلى أدنى شروط السلامة الطبية، ما يعرض أكثر من 100 ألف لاعب جزائري إلى خطر حقيقي بسبب جائحة كورونا، يحدث هذا في الوقت الذي لا تزال المستشفيات الجزائرية ممتلئة بالمرضى وسط دعوات إلى ضرورة التحلي بالوعي والوقاية، ما يجعل حسب البعض استئناف البطولة ضربا من ضروب المجازفة المائلة إلى الانتحار. تؤكد بعض الأرقام التي تحوز عليها "الشروق" بأنه في حال الإقرار باستئناف البطولة، فإن هناك أكثر من 100 ألف لاعب جزائري لاعب سيكونون فوق المستطيل الأخضر، ما يجعلهم أمام خطر حقيقي، خاصة في ظل تواصل الانتشار المخيف لجائحة كورونا التي لا تزال تزرع الرعب في الجزائر وبلدان أخرى، بدليل العدد الكبير من الوفيات، ناهيك عن امتلاء المستشفيات بأعداد قياسية من المرضى تزيد عن طاقة استيعابها، ما جعل الكثير يدعو إلى ضرورة التريث وقراءة جميع الحسابات قبل التفكير في ترسيم استئناف البطولة. وتشير بعض المعطيات بأن هناك أرقام متستر عنها من طرف المكتب الفدرالي وهيئات كروية أخرى، تؤكد أن بطولتي المحترف الأول والثاني لا تحوزان إلا على نسبة 4 من المئة من النسبة الكاملة لعدد اللاعبين الناشطين في مختلف البطولات الوطنية، كما أن الأندية الهاوية والناشطة في الجهوي وما بين الرابطات ليس لها أدني الشروط المطلوبة من طرف اللجان الطبية، ما جعل بعض المتتبعين يتهمون الهيئات الكروية بعدم مراعاة هذا الجانب، مادام همها الوحيد هو الاستئناف وتغيير نظام المنافسة على حساب صحة اللاعبين والمواطنين بشكل عام. ومن خلال تركيبة الأندية الناشطة في مختلف البطولات والمستويات، نجد بأن أندية الرابطة المحترفة الأولى والثانية تتوفر على 800 لاعب ينشطون بألوان 32 فريقا، وهو ما يمثل نسبة 4 من المئة من إجمالي اللاعبين في مختلف البطولات، علما أن المنافسة توقفت عند الجولة 22، أما القسم الهاوي الذي بقيت منه 6 جولات فيتكون من 48 فريقا ينشط تحت لوائه 1200 لاعب، أما في بطولات ما بين الرابطات فهناك 2375 لاعب منقسم بين 95 فريقا ينشط في هذا المستوى. فيما تحوز بطولات القسم الجهوي (الجهوي الأول والثاني) على أكثر من 96 ألف لاعب على مستوى 9 رابطات جهوية تحوز على 384 فريق في المجموع، أي نسبة تزيد عن 55 من المئة عن النسبة الإجمالية، في الوقت الذي يتواجد 3300 لاعب ينتمون إلى 132 فريق في 22 بطولة ولائية على مستوى الوطن. وعلى هذا الأساس نجد بأن أكثر من 591 فريق معني بالعودة إلى أجواء المنافسة في حال ترسيم هذا القرار، ويقابله ضرورة تواجد أكثر من 100 ألف لاعب جزائري لاعب على خط انطلاق، وعدد معتبر من الحكام والمدربين والناشطين في الأطقم الطبية، ما يعرض هذا العدد الكبير إلى خطر حقيقي بسبب جائحة كورونا، خاصة وأن الوضعية يصفها المتتبعون والعارفون بغير المريحة، ما يجعل مسألة استئناف البطولة أشبه باللعب بالنار التي لا تختلف عن الانتحار، وهو الأمر الذي جعل الكثير يدعو الجهات المعنية إلى ضرورة التريث وعدم الإقدام على مثل هذا القرار إلا بعد تحسن الوضع، خصوصا وأن أغلب العارفين بواقع الأندية يجمعون بصعوبة تطبيق إجراءات البرتوكول الطبي، بحكم أن أغلب الأندية لا تتوفر على أدنى شروط الوقاية والسلامة الصحية، وفي مقدمة ذلك افتقادها إلى لجان طبية قارة وقائمة بذاتها، وهذا دون الحديث عن أندية الرابطة المحترفة الأولى والثانية التي لا يمكن القياس عليها، بحكم أنها إجمالي لاعبيها يمثل نسبة قليلة من مجموع اللاعبين الناشطين في مختلف المستويات، وفي مقدمة ذلك القسم الهاوي وبطولات الجهوي وما بين الرابطات.