عادت القبضة الحديدية بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم برئاسة زطشي ونظيرتها التونسية التي يترأسها وديع الجريء، وهذا بسبب الأزمة التي أثارت الكثير من الجدل، على خلفية اعتبار الجامعة التونسية لكرة القدم لاعبي شمال إفريقيا محليين في البطولة التونسية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة رئيس الفاف زطشي الذي تحدث في عدة مناسبات على لسان مسيري الأندية الجزائرية، داعيا الكاف إلى التدخل واتخاذ القرارات اللازمة في هذا الجانب. عادت بعض الصحف التونسية إلى الخلاف الحاصل بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ونظيرتها التونسية التي أعقبت فترة من الهدوء المؤقتة، وهذا على خلفية قرار اعتبار لاعبي شمال إفريقيا محليين في البطولة التونسية، والذي دخل حيز التنفيذ في ديسمبر 2018، بعد أن اعتمد اتحاد شمال إفريقيا في شهر أكتوبر من السنة نفسها مبدأ التنقل الحرّ للاعبي شمال إفريقيا وعدم اعتبارهم أجانب. وأكدت يومية "المغرب" التونسية، إنه من المنتظر أن تناقش الجامعة التونسية والاتحادية الجزائرية بطلب من هذه الأخيرة وبحضور الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم القرار المذكور من أجل إيجاد حلّ، حيث "يسعى المسؤولون الجزائريون إلى ثني نظرائهم التونسيين عن مواصلة العمل بهذا القرار أو اتخاذ خطوات أخرى…". يحدث هذا في الوقت الذي جدّد رئيس الفاف زطشي في آخر تصريح له للقناة الإذاعية الوطنية الثانية بأن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تواصل تحركاتها من أجل إبطال قانون اعتبار لاعبي شمال إفريقيا محليين، مؤكدا بأن الإبقاء على هذا القرار سينعكس سلبا على الأندية الجزائرية التي ستتعرض حسب قوله لاستنزاف وهجرة أبرز مواهبها، وهو الأمر الذي لا يخدمها في نظر زطشي، سواء على الصعيد المحلي أو في التمثيل القاري، بدليل أن زطشي تقدّم باحتجاج للكاف مطالبا بإرغام الاتحاد التونسي على التراجع عن هذا القرار، وهو الأمر الذي من المنتظر أن يتم مناقشته قريبا في جلسة يحضرها زطشي ووديع الجريء إضافة إلى مسؤولي "الكاف". هل سينعكس القرار التونسي سلبا على الأندية الجزائرية؟ ولم يتوان الكثير من المتتبعين في طرح تساؤلات حول مستقبل قرار الاتحاد التونسي وانعكاساته على البطولة والأندية الجزائرية، موازاة مع وصف الاتحاد التونسي لاعبي شمال إفريقيا بالمحليين، يحدث هذا في الوقت الذي دعا رئيس الفاف ومسيري عدة أندية جزائرية إلى عدم التفريط في اللاعبين للفرق التونسية لأنها ستكون في منافسة مباشرة معها في المواعيد القارية، ناهيك عن إمكانية تعرض الأندية الجزائرية لنزيف حاد في هذا الجانب، فيما ذهبت وسائل إعلام تونسية إلى انتقاد الفاف، معتبرة أنها تناست مصادقتها على هذا القرار في الجلسة العامة لاتحاد شمال إفريقيا "لذلك عندما رفعوا قضية إلى الفيفا رفضت هذه الأخيرة الشكوى التي تقدمت بها سابقا الفاف بحجة أنه وافق على هذا القرار". وعلى هذا الأساس تطرح عديد الأطراف تساؤلات حول من سيكسب الصراع الحاصل بين زطشي ووديع الجريء الذي انتقد في تصريحات إعلامية الموقف الجزائري خاصة أنه أتى حسب قوله مفاجئا "لأن طرح مقترح اعتبار لاعبي شمال إفريقيا كلاعبين محليين لاقى خلال الجلسة العامة لاتحاد شمال إفريقيا إجماعا من كل الأطراف بما في ذلك الجانب الجزائري". صحف تونسية تستثمر في آراء وتصريحات بلماضي لتمرير الرسالة ولم تتوان بعض الصحف التونسية في توظيف بعض تصريحات الناخب الوطني جمال بلماضي، بغية الاستثمار فيها لتمرير الرسالة التي تصب في خدمة الاتحاد التونسي الذي يراهن على ترسيم اعتبار لاعبي شمال إفريقيا على أنهم محليون في الدوري التونسي، حيث عادت صحيفة يومية "المغرب" التونسية إلى تصريحات بلماضي الذي أكد حسبها بأن احتراف اللاعبين الجزائريين يعود بالفائدة على محاربي الصحراء مهما كانت وجهة هؤلاء سواء في أوروبا أو الخليج أو حتى في البطولة التونسية، مضيفا أن بلماضي أثنى في تصريحات له ببطولة تونس التي سمحت حسب قوله باكتشاف نجمين يصنعان صفحة أخرى من المجد مع الخضر، وهما بغداد بونجاح الذي تقمّص ألوان النجم الساحلي ويوسف بلايلي الذي لعب في السابق مع الترجي الرياضي، مؤكدة في سياق استثمارها في تصريحات الناخب الوطني بأن بلماضي أفاد حسبها أنه لا يمانع في التحاق اللاعبين الجزائريين بالبطولة التونسية.