دعا متحدث باسم الحماية المدنية بجيجل أثناء تقديمه حصيلة حول حوادث الغرق بمختلف شواطئ جيجل، كافة سكان الولاية والمصطافين من ولايات مجاورة، إلى تجنب السباحة والمغامرة بحياتهم وحياة أبنائهم في الوقت الراهن، تزامنا مع تعليق موسم الاصطياف ومنع السباحة عبر شواطئ الولاية، في ظل غياب حراس الشواطئ، في الوقت الذي لا تزال هذه الأخيرة تستقبل فيه يوميا العشرات من المصطافين الذين يتسللون خفية عن مصالح الأمن التي تسهر على تطبيق قرار غلق الشواطئ ومنع السباحة بها، خاصة إلى الصخرية منها وغير المحروسة، ما أدى إلى حوادث مؤسفة ومأساوية، أين تم تسجيل ما بين الأحد إلى الجمعة من الأسبوع الماضي حصيلة ثقيلة تمثلت في سبع حالات غرق عبر مختلف شواطئ الولاية، وحالة واحدة بسد بوسيابة على الحدود مع ولاية سكيكدة، أنقذت الحماية المدنية خمسة منهم من موت محقق، فيما تم تسجيل ثلاث وفيات. الحادث الأول تم تسجيله يوم الأحد بشاطئ الشالات بالعوانة بالجهة الغربية للولاية، لما تمكن صيدلي من مدينة جيجل من إنقاذ ابنته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة غرقا، أما الحادث الثاني فكان بشاطئ تاسوست بالجهة الشرقية لعاصمة الولاية جيجل، لما ابتلع البحر قاصرا يبلغ من العمر 17 سنة ينحدر من بلدية عين امليلة بأم البواقي، حيث استمرت عملية البحث عنه ثلاثة أيام، قبل أن تلفظ أمواج البحر جثته على بعد حوالي 10 كلم من موقع غرقه. وبينما كان الجميع يترقب خروج جثة الغريق المفقود في يومه الثاني، حوصر شابان في عرض البحر بشاطئ بومارشي الصخري بعاصمة الولاية، في حادث جمع بين الغرابة والطرافة لما رفض الغريقان كل عمليات الإنقاذ خوفا من العقوبة، قبل أن يتمكنا من الخروج بصعوبة. أما يوم الأربعاء، فقد أنقذ عناصر الحماية المدنية ثلاثة أشخاص ينحدرون من ولاية سكيكدة من الموت غرقا بشاطئ المنار الكبير، ويوم الخميس، اهتزت منطقة الغدير بين الميلية وسكيكدة على وقع غرق طفل يبلغ من العمر 15 سنة بسد بوسيابة بالميلية، حيث انتشلت جثته بعد عشرين ساعة من الحادث، ليختتم المشهد المأساوي عصر الجمعة لما تدخل مواطنون لإنقاذ شاب بشاطئ الكلم الثالث بجيجل تعرض للغرق هو الآخر. الحوادث المتتالية هذه أثارت ردود فعل متضاربة، وجعلت الجميع يدق ناقوس الخطر، ولو أن معظمها صب في خانة الاستياء من خرق قرار حظر الشواطئ، والتشديد على أن أية مغامرة بالسباحة في غياب الحماية ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. ويتخوف أهل الولاية من وقوع حوادث أكثر مأساوية في ظل الخرق الصارخ للتعليق المؤقت لموسم الاصطياف، من قبل شباب فضلوا المغامرة بأنفسهم والتمتع خفية بالسباحة، متحججين بعدم القدرة على مقاومة حرارة الجو وخصوصية فصل الصيف، ليجمع غالبية المتابعين والمهتمين على ضرورة تشديد الرقابة على الشواطئ المحروسة وغير المحروسة وردع المخالفين لقرار غلق الشواطئ، على غرار البيان الأخير لاجتماع لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي، الذي أكد في إحدى نقاطه على ضرورة تشديد الرقابة على الشواطئ بعد تسجيل حضور كبير للمواطنين عبر كافة تراب الولاية، وسط دعوات للشباب إلى الالتزام بالتعقل، وتجنب المغامرة التي قد تجعل حياتهم على المحك.