قدم وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي، الاثنين، استقالته من منصبه، بسبب ما وصفه "بغياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح"، فيما تواجه البلاد أزمة مالية تشكل أكبر تهديد للاستقرار منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990. واعتبر حتي في بيان عقب تقديم استقالته لرئيس الحكومة حسان دياب، في مقر الحكومة وسط بيروت، أن بلاده "تنزلق للتحول إلى دولة فاشلة". وقال حتي، إن استقالته جاءت نتيجة "لتعذر أداء مهامه في هذه الظروف المصيرية، نظراً لغياب رؤية للبنان الذي أؤمن به وطناً حراً مستقلاً فاعلاً ومشعاً في بيئته العربية وفي العالم". وأضاف أنها جاءت "في غياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب الذي يطالب به مجتمعنا الوطني ويدعونا المجتمع الدولي للقيام به". وأشار إلى أنه كان "يحمل آمالاً كبيرة بالتغيير والإصلاح، ولكن الواقع أجهض جنين الأمل في صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة". وتابع مشدداً: "لا لم ولن أساوم على مبادئي، وقناعاتي، وضميري من أجل أي مركز أو سلطة". واعتبر حتي، أن "قراره بتحمل هذه المسؤولية لمنصب وزير الخارجية والمغتربين، لم يكن عادياً في خضم انتفاضة شعبية قامت ضد الفساد والاستغلال، وفي ظل ما يشهده لبنان من أزمات متعددة الأشكال والأسباب سواء في الداخل أو في الإقليم". وقال بهذا الشأن: "لبنان اليوم ليس لبنان الذي أحببناه وأردناه منارة ونموذجاً، لبنان اليوم ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة لا سمح الله". وحول أسباب الاستقالة قال حتي: "شاركت في هذه الحكومة من منطلق العمل عند رب عمل واحد اسمه لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة". وحذّر من أنه إن لم "يجتمع هؤلاء حول مصلحة الشعب اللبناني، وإنقاذه، فإن المركب لا سمح الله سيغرق بالجميع". ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية، ما فجر منذ 17 أكتوبر 2019، احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية. ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية "الفساد المستشري" في مؤسسات الدولة، والذي يرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي في البلاد. وبجانب الأزمة الاقتصادية، يعاني لبنان من انقسام واستقطاب سياسي حاد، خاصة منذ تشكيل الحكومة الحالية، برئاسة دياب، في 11 فيفري الماضي، خلفاً لحكومة سعد الحريري، التي استقالت في 29 أكتوبر الماضي، تحت ضغط الاحتجاجات. Lebanese foreign minister resigns amid economic crisis https://t.co/v9ReNTMkFl pic.twitter.com/FN9G6T72sj — ANADOLU AGENCY (ENG) (@anadoluagency) August 3, 2020