عادت بقوة ظاهرة الانتشار المقلق للكلاب الضالة، لتضرب بقوة أحياء عدل المتاخمة لمستشفى أول نوفمبر بوهران، على الرغم من الحملات الأخيرة التي كانت شتاء السنة الماضية، غير أن هاته المرة عرف الوضع انزلاقا أخطر، بسبب عدوانية تلك الكلاب التي صارت لا تفرق بين الكبير ولا الصغير ولا توقيت الصباح ولا المساء. المهم كل متحرك عندها يبقى هدفا وجب ملاحقته والنيل منه، وقد ارتفعت عدد شكاوى ضحايا تلك الكلاب المجنونة التي وجدت وسطا مناسبا للتكاثر حتى تعدى عددها العشرة، وما زاد من كثرة عددها هو توقف حملات إبادتها بفعل جائحة كورونا وتجند عدة مصالح من أجل التعقيم والتطهير، وهي الفرصة التي ساعدت تلك الكلاب على التكاثر واحتلال أغلب أزقة المجمع السكني الذي يضم 3 وحدات سكنية آهلة بالسكان، منها 1063 و260 و168 مسكن وهو ما رفع درجة الخطر بالنسبة للسكان . وفي هذا الإطار صرح أحد السكان ساخطا على الوضع: زيادة على الضجيج الذي تحدثه تلك الكلاب ليلا، فلا تتوقف عن النباح حتى ساعات الصباح، يبقى خطر مهاجمتها للمارة قائما، خاصة عند تخييم الظلام، ولن يسلم الكبير ولا الصغير من هجماتها المباغتة، ولا راكب السيارة ولا المترجل، بالنسبة لها كل من يتحرك أمامها فهو هدف وجب مطاردته، والأخطر من كل ذلك أن تلك الكلاب تمكنت من إبادة كل القطط التي تتواجد بالحي، وحتى الحمام الذي كان يحط من أعلى من أجل النبش في الأرض، اختفى نهائيا لأنه سيكون من بين أهداف تلك الكلاب الخطيرة. ورغم الشكاوى والاتصالات التي تباشرها لجان الأحياء مع مصلحة جمع الكلاب إلا أنه لا حياة لمن تنادي مما أزم الوضع أكثر، ونفس السيناريو تعيشه أحياء أخرى مثل مرفال وحي اللوز والكميل. ومن خلال اتصال جمعنا بأحد المكلفين بعملية جمع الكلاب أكد المتحدث أن العملية عرفت تدبدبا كبيرا بسبب المخاطر والمشاكل التي بات يصادفها الأعوان الدين صاروا عرضة للاعتداءات اللفظية والجسدية من طرف حراس الحظائر الفوضوية كلما حاولوا القبض على الكلاب الضالة بحجة انهم يستعينون بها لحراسة السيارات رغم أنها غير مدربة وخطيرة في نفس الوقت لأنهم لا يحوزون على دفاتر صحية، والأدهى من كل دلك أن هؤلاء الأعوان ليسوا مدربين على هاته المهنة الصعبة فمنهم من كانوا منظفي الشوارع وبستانيين وغيرهم يتطوعون للانخراط في لجنة جمع الكلاب الضالة وهي مسؤولية ثقيلة وخطيرة في نفس الوقت قد تكلفهم غاليا في حال فلتت الكلاب من قبضتها ويكون رد الفعل خطيرا .