تحولت أزقة وشوارع العاصمة ليلا إلى مرتع للحيوانات الضالة، خاصة الكلاب التي باتت تشكل خطرا يهدد أمن وسلامة المواطنين، إذ أضحت هذه الكلاب تجوب شوارعنا مما يجعل المواطن عرضة للهجوم في أي وقت، وحي عين المالحة بعين النعجة، كغيره من الأحياء في العاصمة يعرف تكاثرا كبيرا للكلاب الضالة، مما جعل سكان الحي يطالبون السلطات المعنية بالتدخل السريع لجمع هذه الحيوانات الخطيرة التي يمكن أن تهاجمك في أية لحظة لمجرد اقترابك منها· أضافت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة مشكلا آخر للمشاكل التي يتخبط فيها حي عين المالحة الفوضوي، غير أنها باتت تهدد حياة المواطنين، خاصة وأن الأحياء السكنية الجديدة القريبة منه، شهدت مؤخرا عمليات ترحيل كبيرة مما زاد من الكثافة السكانية للحي، وبالتالي نسبة التعرض لهجوم هذه الكلاب الضالة· المثير للدهشة حسب بعض المواطنين الذين التقيناهم هو أن هذه الكلاب لم تعد تتجول فرادى، بل أصبحت تسير في مجموعات وكأنها تريد أن توصل رسالة مفادها (الحي في الليل ملك لنا، وعلى كل من يتذمر ويستاء منا أن يدخل إلى بيته)، فهي بذلك تفرض حظر تجول على المواطنين الذين أصبحوا يخشون التعرض لهجمات وعضات من هذه الكلاب تهدد حياتهم، خصوصا مع تعرض العديد منهم إلى هجمات خطيرة دخلوا على إثرها إلى المستشفى، خصوصا عند الشبان الذين يفضلون المبيت والسهر أمام بيوتهم· وفي السياق ذاته يقول أحد المواطنين أن خطورة هذه الكلاب تكمن في تجولها بشكل عادي بحثا عن لقمة يقتاتون بها، غير أن المثير للذعر فعلا، هو الظلام الدامس الذي يخيم على الحي بعد غروب الشمس مباشرة، مما يعرض حياة الأطفال للخطر، وهو ما حصل بالفعل لأحد أطفال الحي الذي كان ذاهبا لأحد المحلات القريبة بعد المغرب ونتيجة للظلام لم ينتبه من اقتراب أحد هذه الكلاب منه، ليعتدي عليه الكلب محدثا له عاهة مستديمة على مستوى قدمه اليسرى، دون أن تتحرك السلطات المعنية ساكنا لإيجاد حل لهذه المشكلة العويصة على حد قوله· ليضيف مواطن آخر أنه تعرض لهجوم من طرف أحد هذه الكلاب عندما كان ذاهبا إلى مقر عمله على الساعة الخامسة صباحا، عندما صادف مجموعة من الكلاب الضالة تبحث عن شيء تلتهمه في مفرغة النفايات، ولما أراد تفاديها تعرض لهجوم من أحدها، غير أنه تمكن من الإفلات من قبضته دون أن يتعرض لإصابات بليغة، حيث أنه تعرض إلى بعض الخدوش البسيطة· مواطنة أخرى تقطن بنفس الحي تقول بأن هذه الكلاب خلافا عن الذعر والخوف الذي تخلفه وسط المواطنين إلا أنها تثير الرعب في نفوس الأطفال ليلا نتيجة لنباحها الجماعي الذي يخترق الآذان ولا يكون باستطاعة الشخص الواحد مواجهتهم، إلا إذا تم تكوين مجموعات مسلحة بالعصي والحجارة لتفريق هذه الجموع من الكلاب الضالة، خصوصا بعد فقدان المواطنين للأمل في تحرك السلطات المعنية لإنقاذهم من هذه الظاهرة التي حوّلت حياتهم وحياة أطفالهم إلى جحيم·