تعيش أكثر من 500 عائلة ببلدية الشرفة الواقعة أقصى شرق البويرة تحت طائلة البطالة وقطع أرزاقها بسبب مسلك يربط بين الطريق الوطني رقم 15 ومصنع للمياه المعدنية يشتغل فيه أبناؤها، حيث بات هذا المسلك مصدرا للإزعاج للسكان المجاورين جراء مرور الشاحنات مما دفعهم لغلقه عدة مرات، وهو ما أصبح يهدد المصنع بالغلق رغم وجود حل حسب صاحبه ينهي المشكل وينقذ مصدر رزق تلك العائلات بقرار ولائي منتظر. المشكل المطروح في القضية التي وقفنا عليها عن قرب، هو المسلك الرابط بين الطريق الوطني رقم 15 وسط الشرفة وبين مصنع المياه المعدنية الذي يزاول نشاطه منذ سنة 1999 مرورا بحي حرية، وهو مسلك ضيق على امتداد 1 كلم تصطف على حوافه بنايات ومنازل، حيث تمر عبره الشاحنات ذات المقطورة القادمة من ولايات بصعوبة ليل نهار، لدرجة أنها تضطر إلى التوقف بالطريق الرئيسي إلى غاية حصولها على إشارة من المصنع بالدخول أو الخروج، إضافة إلى ما تسببه من إزعاج للسكان وخطر على المارة لاسيما الأطفال المتمدرسين بالمدرسة الابتدائية المحاذية للمسلك. ودفع هذا المشكل بالسكان المتذمرين إلى غلقه عدة مرات للمطالبة بوقف حركة الشاحنات عبره بسبب ما تسببه من إزعاج، وهو ما خلق إزعاجا وتهديدا لصاحب المصنع بغلقه ووقف استثماره الذي عاد بالنفع الكبير على المنطقة باعتباره يشغل أكثر من 500 عامل في منصب دائم ناهيك عن المناصب غير المباشرة وكذا الجباية المحصلة للبلدية التي أقرها رئيسها شملال داعي في حديثه إلينا بالمشكل الذي أصبح مصدر صداع للطرفين، الأمر الذي جعل من مصالحه تبحث عن حلول بديلة على غرار تعبيد الطريق رغم أنه لا ينهي المشكل في مقابل اقتراح محول بديل يربط المصنع ومصانع أخرى مجاورة بخارج المدينة دون المرور عبر المنطقة السكنية. من جهته مسير المصنع بوعلام خلاف أكد لنا بأن المشكل صار سببا في تعطيل توسيع استثماره ويهدد نشاطه بالمنطقة والممتد منذ سنة 99، بالتوقف ككل رغم تشغيله لأكثر من 580 عامل، مشيرا إلى الاقتراح المطروح والمتمثل في المحول البديل الذي يصيب عصفورين بحجر واحد على حد قوله، حيث تمت الموافقة عليه من طرف لجنة ولائية عاينت الطريق البديل سنة 2016 بعد مراسلات عدة للسلطات المحلية والولائية، غير أنه وحسب صاحب المصنع تفاجأ باستقبال مراسلة بعد 6 أشهر تفيد بعدم الموافقة على المشروع بسبب اعتراض ديوان السقي على مرور الشاحنات وما تشكله حمولتها من خطر على قنوات السقي المارة تحت الأرض دون تقديم مبررات علمية وتقنية على ذلك حسب قوله. هذه المبررات نفاها نائب رئيس بلدية الشرفة المكلف بالجانب التقني محند شيبان الذي أبرز لنا عدة دراسات أقيمت بالخارج وبالخصوص من شركات مصنعة لذات النوع من القنوات، حيث أكدت تلك الدراسات على تحمل الأخيرة لحمولة تفوق عشرات المرات من حمولة شاحنة مقطورة، باعتبار عمقها تحت الأرض وطبيعة صناعتها المكونة من طبقات معدنية صلبة وإسمنتية مسلحة، متسائلا في ذات السياق كيف لشاحنة تشكل خطرا على قناة كبيرة وصلبة ولا تشكل خطرا على قنوات الصرف الصحي بالطريق الذي تمر فيه حاليا الشاحنات رغم صغر حجمها وشدة تحملها !!! الأمر الذي يجعل من الطريق الاجتنابي صالحا وبديلا نهائيا ينهي المشكل ويساهم أكثر في تشجيع المستثمرين خاصة مع تجسيد منطقة النشاطات القريبة من المكان و ناشد صاحب المصنع السلطات العليا والولائية التدخل قصد إصدار قرار نهائي بالسماح بفتح الطريق الاجتنابي المقترح، مع التعهد بتهيئته من طرف صاحب المصنع شخصيا، وذلك من أجل إنهاء المشكل وإنقاذ مصدر رزق أكثر من عائلة من المنطقة مع تشجيع باقي المستثمرين لتجسيد مشاريعه بالمنطقة ناهيك عن إنهاء سبب الإزعاج ومصدر الخطر بالنسبة للسكان المجاورين، ملتمسا في هذا الصدد من الجهات المعنية تحقيق هذا المطلب باعتباره الحل الوحيد والأقرب بقرار منتظر في أسرع وقت.