تعرف العديد من مراكز البريد عبر التراب الوطني هاته الأيام أزمة جديدة، لا تتعلق بالطوابير البشرية وغياب السيولة المالية فقط، بل تعدى الأمر إلى مشكل الأوراق النقدية بحد ذاتها، بالنظر لحالتها السيئة، وهي المعطيات التي وقفنا عليها خلال جولة خفيفة قادتنا إلى بعض مراكز بريد بوهران. حيث لاحظنا عبر جل المراكز البريدية مظاهر التشنج والغضب المندلع بين الزبائن والموظفين، ومنها من تنتهي عند مراكز الأمن، والسبب كلما تسلم زبون تلك الأوراق المشوَهة، والممزقة، والتي لم يكن يخطر على بال اي مواطن، أن يأتي يوم ويتسلم أموالا من مؤسسات مصرفية رسمية بتلك النوعية الرديئة والتي لا تشرف البتة مسؤولي تلك المؤسسات المصرفية. وحسب ما تم سماعه من لسان الزبائن، فإن المشكل الرئيسي يتمثل في نوعية الأوراق المالية الممنوحة، حيث ظهرت ملفوفة بالشريط اللاصق، عبر عدة أجزاء منها، زيادة على إتساخها وقدمها، حتى يخيل لك أنها تعود للعصر القديم، وما زاد من سخط المواطنين، أن هناك منها ما دوَنت عليها أرقام هاتفية، وحتى أسماء النوادي الرياضية، أو حتى أسماء أشخاص وهو ما زاد من غضب وسخط المواطنين، الذين احتجوا على تلك النوعيات الرديئة ودخلوا في ملاسنات وشجارات حادة محمَلين الموظَفين مسؤولية ذلك التردي. في حين أشار مواطن آخر أنه علم عند استفساره من رئيس المصلحة، بأنها خطة استعجالية لمواجهة أزمة السيولة المالية، وذلك باستخراج الأوراق النقدية التي كانت في طريقها نحو الحرق والإتلاف، بعد حملة واسعة لجمعها من المواطنين، وهي الأمور التي أعادت المشكل إلى نقطة الصفر، حيث وجب على السلطات من جديد المرور إلى خطة أخرى، لإعادة جمع الأوراق الممزقة مرة ثانية لحرقها وإتلافها، لكن بعد تسوية الأزمة الراهنة. من جهة أخرى أفاد أحد العاملين على مستوى بريد الجزائر بوسط المدينة، أن الأزمة الأولى المتعلقة بضعف السيولة المالية عبر مراكز البريد هي التي دفعت المسؤولين إلى التفكير في هاته الخطة البديلة، لإنقاذ الموقف على ان يتم التحكم في الوضع قريبا يقول المتحدث.