يدخل موظفو بريد الجزائر بشكل يومي، في مناوشات كلامية مع الزبائن، بسبب ورقة 200 دينار المهترئة والممزقة، التي يرفض هؤلاء أخذها، ويطلبون استبدالها في كل مرة بأوراق قابلة للاستعمال، ونظرا لنقص السيولة المالية لا يجد العمال بديلا عن تقديم تلك الأوراق البالية، ما يدخل الطرفين في مناوشات تصل إلى حد السب والشتم المواطنون يرفضونها لاجتناب الوقوع في مناوشات مع قابضي النقل والتجار وحسب ما وقفت عليه "الفجر" داخل مراكز البريد، والمحلات التجارية ومختلف وسائل النقل، فإن ورقة 200 دينار هي سبب معظم النزاعات الحاصلة، على اعتبار أنها أكثر الأوراق النقدية تداولا، وأكثرها اهتراء وتمزقا، وعليه فهي محل رفض في غالب الأحيان، بحيث يمتنع التجار وقابضو وسائل النقل عن قبولها، ما يدفع المواطن بصورة منطقية لرفضها على مستوى مراكز البريد، ويدخل في مناوشات كلامية مع موظفي البريد، تكفيه شر الدخول في شجارات متواصلة طيلة أيام الشهر. هذا الأمر، أكده أحد موظفي بريد الجزائر في تصريحه ل"الفجر"، قائلا "ندخل في مناوشات كلامية يوميا مع الزبائن الذين يرفضون الأوراق النقدية الممزقة، ويلقون المسؤولية علينا، على الرغم من أنها مسؤولية البنك المركزي"، ويضيف "وفي كثير من الأحيان نتعرض للسب والشتم بسبب ورقة ال200 دينار البالية"، مشيرا إلى أنهم في انتظار حل هذا المشكل بشكل نهائي، متسائلا في ذات الوقت عن مصير القرار الذي صدر عن البنك المركزي في نوفمبر 2008، والذي ينص على سحب كل الأوراق المالية من فئة 200 دينار تدريجيا من السوق المحلي للسيولة النقدية، وخاصة تلك التي لم تجدد منذ أكثر من 15 سنة، ولم تعد تحتفظ بمعالم العملة. وأضاف المتحدث أن مشكل الأوراق النقدية الممزقة تتفاقم أيام نقص السيولة، حيث لا يتمكن الزبائن من السحب بواسطة البطاقة المغناطيسية لأن الأوراق النقدية من فئة 200 دينار بالية وممزقة، وحتى أنها كانت السبب في تعطيل العديد من آلات الدفع المغناطيسية، ضف إلى ذلك اضطرارالعمال لعدها يدويا لأن العداد الآلي لا يتمكن من ذلك. وأشار محدثنا إلى أن مراكز البريد تعمل إلى غاية الساعة 23.00 ليلا أيام الشهر الفضيل من أجل التخفيف على المواطنين، إلا أن مشكل نقص السيولة أحيانا أو وجود الأوراق النقدية المهترئة لا يزال يؤرق الزبائن.