مازال غالبية اللاعبين المحليين فاشلون، في تسيير مسيرتهم الكروية، فبعد أن ضاع بلكالام على مقاعد احتياط العديد من الأندية الأوربية، بالرغم من تألقه في مونديال البرازيل 2014، وضاع أيضا رفيق حليش بين البرتغال وإنجلترا وقطر، وضاع قبله دزيري بلال وحسين آشيو وغيرهما كثيرون، يخشى عشاق الخضر أن ينتهي مشوار النجمين جمال بلعمري ويوسف بلايلي إلى باب مسدود، بالرغم من أن إمكانية كل واحد منهما، كفيلة بأن تجعله مطمع كبريات الأندية في أوربا وليس الفرق العربية من أهلي مصري ونصر سعودي ونجم ساحلي تونسي الطامعة في خطف جمال أو يوسف، وحتى الأندية التي لعبا لها لم يرضها عطاءهما وخاصة أسلوب تعاملهما مع البلاد التي ينشطان فيها، سواء تونس التي لعب فيها يوسف بلايلي أو المملكة العربية السعودية التي نشطا فيها سويا خلال الموسم الماضي. عاش بلايلي بداية مشوار في الدوري الجزائري كأحسن موهبة في البلاد، ثم انتقل صغيرا إلى تونس، ولو اختار البداية الاحترافية خارج الوطن في أوروبا، لحقق مشوارا احترافيا كبيرا، ولكن بلايلي مثل بقية زملائه المتخرجين من الدوري الجزائري تقاذفه مناجرة وأيضا رغبته في الحصول على الأموال بسرعة، بعيدا عن البحث عن المشاريع الكروية التي تضعه ولو طال الأمد أمام أنظار العالم، فعاد إلى الجزائر وتقمص ألوان اتحاد العاصمة حيث كان في موسم 2014 / 2015 صاحب أعلى مرتب في الجزائر، ليس ضمن لاعبي الكرة فقط وإنما ضمن كل العمال والشخصيات في الجزائر، وقال حينها رئيس الاتحاد السابق حداد، بأن بلايلي لو طلب مرتبا يفوق النصف مليار سنتيم فلن يبخل عليه، لأنه يستحق هذا المرتب على حدّ تعبير الرئيس السابق لاتحاد العاصمة. وكان واضحا بأن بلايلي من المستحيلات أن يقبل بعرض من بلجيكا أو هولندا أو فرنسا في فريق في متوسط الترتيب، وحتى في إسبانيا وإيطاليا لأن ما يتقاضاه من أموال من دون دفع ضرائب لا يحلم به حتى لاعب في أجاكس أو بنفيكا أو سامبدوريا أو فياريال، قبل أن تأتيه الضربة العنيفة عندما تم تورطه في تعاطي الممنوع، فتعرض للإقصاء وحكم عليه كثيرون بالنهاية، ومرّت الأشهر وحدثت المفاجأة الكبرى بعودة يوسف بلايلي الذي رفض مرة أخرى أي مشروع كروي يأخذ منه الوقت، فلم يصبر على مقاعد الاحتياط مع نادي أونجي الفرنسي، وقرّر العودة إلى تونس وساعدته الفورمة المحترمة للفريق التونسي في الحصول على لقبين كبيرين لرابطة أبطال إفريقيا لم يسبق لجزائري وأن حصل عليهما، ثم انتقل إلى الملكة العربية السعودية وفاز خلال هذه الفترة مع الخضر بلقب كأس أمم إفريقيا، وبقي السؤال الكبير، هو لماذا لا يلعب يوسف بلايلي في أوروبا؟ وإذا فرط يوسف بلايلي الذي تجاوز سنّه الثامنة والعشرين بخمسة أشهر، في القليل من فرص الانتقال إلى أوروبا المتاحة له في الميركاتو الصيفي الحالي، فسيكون قد أضاع على نفسه مشوارا احترافيا بقيمة مواهبه، لأن يوسف بلايلي عندما ينتهي مونديال قطر 2022 سيكون قد قارب الواحدة والثلاثين من العمر، وقد يجد نفسه منتهي الصلاحية للعب مع أندية كبيرة في أوربا. أما طريقة تسيير جمال بلعمري لمشواره الاحترافي فقد كان أكثر بؤسا، حيث ضيّع ثلثي عمره الكروي في الجزائر، بين أندية لا تعرف الاستقرار، وحتى عندما قرر الاحتراف في الخارج اختصر خياره على الجانب المالي ليجد نفسه خاسرا في كل الاتجاهات، والغريب أن جمال بلعمري يريد تغيير النادي السعودي الذي لعب له بنادي خليجي آخر، وقد يعود إلى الدوري الجزائري إذا ضاقت به الطرق كما هي الآن تماما كما فعل بلكالام. هناك طريق يسلكه الصغار من نجوم الكرة الجزائرية، من خلال بلجيكا التي كانت محطة أولى لرامي بن سبعيني ويوسف عطال وستكون للاعب الوفاق سابقا بوصوف، لكن طريق اللاعبين الكبار في السن أو من يفوق سنهم ال22 عاما مازالت مبهمة في غياب مناجرة من الطراز الرفيع الذين ينقلون لاعبي الجزائر إلى أندية كبيرة أو يعرفون كيف يسوّقونهم في صورة جميلة. ب.ع