إلى غاية ما قبل فيروس كورونا، لم يكن للفريق الوطني الذي فاز بلقب القارة السمراء إلا لاعبين اثنين ينتميان لفريقين كبيرين، أحدهما هو حاليا من أكبر الأندية في العالم وهو مانشستر سيتي الذي يضم رياض محرز، وثانيهما يمتلك تاريخا كرويا عريقا وقد يعود إلى القمة وهو الميلان الذي يضم إسماعيل بن ناصر. أما بقية اللاعبين فينشطون جميعا في أندية عادية بل إن قرابة نصف الفريق المتوّج باللقب القاري ينشط في الخليج العربي بين المملكة العربية السعودية في صورة بلعمري ومبولحي وبلايلي وقديورة وبين قطر في صورة المهاجم بغداد بونجاح، وهو أمر لا يمنح للخضر قيمة مضافة سواء من حيث الخبرة أو من حيث الهيبة للمنتخب، لأن اللاعب الذي يقضي موسما كاملا في منافسة محلية في المملكة السعودية لا يمكنه أن يقاوم لاعبا ينشط مع فريق مثل ريال مدريد أو بيارن مونيخ. الأخبار الإعلامية الواردة من عديد الأوساط الكروية تصبّ في خانة إمكانية أن يتدعم الثنائي بن ناصر ومحرز بلاعبين آخرين صاروا على أبواب التنقل إلى فرق محترمة ومنهم المدافع الأيسر محمد فارس الذي كان في الموسم الماضي مطلوبا في نابولي والإنتير ولكنه هذا الموسم مرشح للتنقل فعلا إلى أندية أقوى من سبال المهدد بالسقوط ومن بين أهم الأندية التي طلبت خدماته فريق فيورونتينا الذي سيكون محطة هامة لمدافع جزائري موعود ما زال في ربيعه الرابع والعشرين ليكون إلى جانب رامي بن سبعيني الذي تردّد اسمه في محيط ريال مدريد، وحتى لو بقي مع بوريسيا مونشن غلاد باخ ونعم باللعب في رابطة أبطال أوربا فسيكون إضافة لكتيبة جمال بلماضي. اللاعب الأقرب إلى التنقل إلى فريق أقوى من ناديه الحالي نيس الفرنسي، هو يوسف عطال الذي عليه أن لا يضيّع مزيدا من الوقت، فيوسف الذي أكمل ال 24 سنة من العمر في 17 ماي السابق، لن يجد أحسن من فرصة ما بعد كورونا، لأجل اللعب لفريق أكبر وبطموحات أفضل، لأن نيس غير معني الموسم القادم بأي منافسة أوروبية، ولا يمتلك لاعبين مهمين من أجل المنافسة على مراتب أوروبية، ما يعني أنه سيكرر نفس الموسمين الأولين مع نيس ولم يتطور مستواه، على أمل أن يكون الفريق الذي يتنقل إليه بحجم أتليتيكو مدريد الذي طلب خدماته بقيادة المدرب الارجنتيني سيميوني. المفاجأة قد تكون من سعيد بن رحمة، الذي أمضى أشهر تأقلم مفيدة مع الفريق اللندني بريتفورد، ولم يعد مطالبا بالتضحية بمشواره من أجل فريق صغير وأكبر حلم بالنسبة له هو الصعود من الدرجة الثانية إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي حالة سعيد بن رحمة فإن أي فريق إنجليزي حتى لو كان نيوكاسل سيكون إضافة مهمة للاعب، أما إذا كان الكبير تشيلسي فسنقول حينها بأن لاعبا جديدا سينافس رياض محرز في نجوميته وسيصب ذلك في صالح المنتخب الجزائري. هناك حديث عن إمكانية تقمص الحارس ألكسندر أوكيدجة لألوان فريق فرنسي كبير، وحتى إن بقي هذا الحارس في الدرجة الأولى الفرنسية فإن ذلك مفيد للخضر الذين من العادة أن يلعب حراسهم مع أندية متواضعة وفي دوريات متوسطة، وقيمة الدوري والنادي مهمة جدا خاصة في حال تأهل الخضر لمنافسة كأس العالم، فمن غير الممكن مواجهة الأرجنتين أو إسبانيا بلاعبين ينشطون في دوري خليجي يفتقد الحماس والاحترافية والنجوم العالميين الكبار، الموجودين مثلا في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا. إلى غاية اليوم لم تمتلك الجزائر أبدا لاعبين حملوا قمصان جوفنتوس وريال مريد وبرشلونة وبيارن ميونيخ أو حتى بوريسيا دورتموند أو مانشستر يونايتد وليفربول، وأهم ما بلغه اللاعب الجزائري هو إطلالات خفيفة على الإنتير من سفير تايدر وإسحاق بلفوضيل أو الميلان من جمال مصباح أو باريس سان جيرمان مع مصطفى دحلب وبن عربية أو مارسيليا مع حمداني وزياني وبلماضي أو بورتو مع ماجر وبراهيمي وغيلاس. يبقى ما يدور في الصحافة وعلى لسان هذا المناجير أو ذاك مجرد تخمينات في سوق اللاعبين، لا يمكن أن نصدق ما يدور فيها حتي يُمضي اللاعبين عقودهم بصفة رسمية. ب.ع