تواجد عديد اللاعبين الجزائريين الأساسيين في تشكيلة جمال بلماضي في دول الخليج العربي، وإصابة بعضهم بداء الغرور، جعل الكثير منهم يفتقدون للاحترافية في صورة ما حصل مع يوسف بلايلي في مواجهة فريقه أهلي جدة أمام فريق الجندل ضمن تصفيات كأس خادم الحرمين في المملكة العربية السعودية عندما قام بلقطة غير رياضية، أساءت للجزائر وللفريق الوطني عندما قام بالبصاق على لاعب من الفريق المنافس، وهي لقطة مشينة مهما حاول يوسف بلايلي ومحبو اللاعب البحث عن تبريرات لها، وهي مدوّنة على مواقع التواصل الاجتماعي بالصورة التي تورط اللاعب معنويا قبل أن تطاله العقوبة بالتوقيف. اللاعب يوسف بلايلي في الفترة الأخيرة أثار الجدل بسبب رفضه مقاعد الاحتياط، أو الخروج من الميدان في حالة دخوله كأساسي بأمر من مدرب الفريق، وقال للصحافة السعودية، بأنه لاعب كبير ويُدرك مستواه، وله ألقاب مع الخضر ومع ناديه السابق الترجي التونسي، وهو كلام لا يُقال سوى في الجزائر، بالرغم من أن الحصول على لقب رابطة الأبطال الإفريقي ليس إعجازا، وقد حصل عليه العشرات من اللاعبين الجزائريين، ويوسف بلايلي بالرغم من قيمته الفنية الثابتة لا يعتبر لاعبا استثنائيا، حتى يتعامل بهذه الطريقة، لأنه هو من قبل بعرض اللعب في المملكة العربية السعودية من أجل المال، ورفض المغامرة في أوربا حتى لا يتكرر ما حدث له مع فريق أونجي الفرنسي عندما وجد نفسه مهمشا مع الفريق الرديف. وكان الخضر خلال مباريات أمم إفريقيا في مصر قد أبهروا ليس بروحهم القتالية النادرة وأدائهم الراقي فقط، وإنما أيضا باحترافيتهم في الجانب الأخلاقي، حيث كانوا يتجنبون الردّ على استفزازات اللاعبين الأفارقة الذين واجهوهم وتمكنوا من ضبط النفس وتفادي البطاقات الحمراء، وحتى الصفراء المتكررة التي تحرم اللاعبين من المشاركة في المباريات القادمة تفادوها بالرغم من أنهم لعبوا سبع مباريات كاملة من دون خطأ في مواجهة لاعبين أفارقة استعمل بعضهم الخشونة. والملاحظ أن اللاعبين المكونين في الجزائر هم المعرضون أكثر من غيرهم لمثل هذه المواقف والتجاوزات، حيث صار بغداد بونجاح ظاهرة في الاحتجاجات على زملائه وعلى الحكم في الدوري القطري، وهو أمر يجعله يبذل طاقة مضافة من خلال رفع يديه والصراخ، ونفس الأمر بالنسبة لرامي بن سبعيني الذي كاد يكلف الخضر الإقصاء في مواجهة كوت ديفوار عندما فقد أعصابه وبالغ في الاحتجاج والاحتكاك بمهاجمي كوت ديفوار، وعلى النقيض يلعب يوسف عطال بكثير من الهدوء وضبط النفس، بينما فقد جمال بلعمري أعصابه، ومصيره مع ناديه السعودي صار مبهما وهذا منذ عودته إلى السعودية متوجا باللقب القاري. من حسن حظ رامي بن سبعيني أنه ينشط في دوري ألماني ومع فريق كبير وعريق وهو حاليا في المركز الأول في البوندسليغا، وهو فريق بوريسيا مونشن غلاد باخ، الذي يمنع أي تجاوز، ولو قام أي لاعب بالبصاق على منافس، فسيكون مهددا بالطرد نهائيا ليس من الفريق فقط وإنما من الدوري الألماني. عكس اللاعبين المكونين في الجزائر الذين ورثوا الخطأ السلوكي، يبدو أن البقية أكثر التزام وانضباط، ومنهم الحارس رايس مبولحي الذي كان نجما في مونديال جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014 وكان نجما في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، ومع ذلك يلعب في الدوري السعودي بانضباط ويخطف احترام المنافسين قبل زملائه والجمهور الكروي السعودي، كما يقدم عيسى ماندي مستوى أخلاقيا راقيا وهو في دفاع بيتيس إشبيليا قائد بأتم معنى الكلمة، ولم يحدث وأن خرج اللاعب عدلان قديورة عن النص في مشواره الكروي الممتد من فرنسا إلى إنجلترا إلى قطر، ونفس الأمر بالنسبة للاعبين بن ناصر وفيغولي بالرغم من أنهما لعبا ويلعبان لأندية كبيرة جدا وفي أقوى دوريات العالم، أما رياض محرز فمازال بعيدا عن البطاقات الصفراء، فما بالك بالبطاقة الحمراء التي لم يحصل على أي منها سواء الحمراء المباشرة أو الصفراء الثانية منذ أن باشر مداعبة الكرة. ما قام به يوسف بلايلي ويقوم به بعض اللاعبين مرشح للتفاقم، في قادم الأسابيع وقد يهدد المنتخب الجزائري بفقدانه للتركيز، وهو على مشارف مباشرة تصفيات مونديال قطر 2022 التي لا يريد أي جزائري تضييعها. ب. ع