أصبحت الأعراس والأفراح مساحة للتنافس بين العائلات الجزائرية التي تفننت في زف العروس لبيت الزوجية، فبعد أن كانت الجمال وغيرها من الدواب تنقل العروس الجزائرية في الهودج الذي لايزال رمزا للستر والفرح، هاهي مواكب السيارات تستخلف قوافل الأجداد إلى درجة أن عالم السيارات أصبح يكشف مع كل صائفة عن آخر الصيحات والماركات التي غدت تستهوي العروس ليضاف بذلك نوع السيارة التي تقلها لعشها الجديد إلى قائمة الشروط الطويلة التي أفلست العريس و أفرحت العروس. والظاهرة المميزة لصائفة 2007 قيادة 'الليموزين' لأرمادة السيارات المشكّلة لمواكب الأعراس الجزائرية و التي أصبحت آخر لمسات التفاخر والتباهي، فرغم غلاء ثمن كرائها إلا أن أزواج هذه الصائفة وأهاليهم علقوا على الموضوع "إنها ليلة واحدة ومميزة في الحياة ولا تتكرر فعلينا أن نجعلها أجمل ليالي العمر رفاهية وفخامة، فهي ببساطة ليلة العمر". فبعد أن زينت المرسيدس و التوارق مواكب أعراسنا هاهي سيارة النجوم و أكبر الزعماء والقادة تكتسح أفراحنا، وبهذا الخصوص علق صاحب أحد وكالات استئجار السيارات قائلا "كانت المرسيدس هي نجمة الأعراس الجزائرية بلا منازع، إلا أن سيارة النجوم – الليموزين - أصبحت منذ سنتين مطلوبة وبقوة في الأعراس. فأنا أملك سيارة ليموزين واحدة والطلب عليها كبير، فابتداء من شهر ماي وإلى غاية سبتمبر وبشكل يومي تصنع سيارة الليموزين أعراس الجزائريين ". حتى أن الليموزين أصبحت حتمية في أفراح الأثرياء و تقليدا لدى ذوي الدخل المحدود، فرغم أن ثمن كرائها في حدود 25000 دج لظهيرة كاملة إلا أن الملاحظ من قبل مستأجري الليموزين أن كل شرائح المجتمع باختلاف وضعهم الاجتماعي و الإقتصادي تستأجرها لإضفاء التميز لأفراحهم ولإنجاح حفل الزفاف وتسجيله في ذاكرة الحاضرين. وتوجد بالجزائر العاصمة خمس سيارات ليموزين للكراء يتنافس عليها العرسان وكبرى الفنادق والنجوم ويصل طول أطولها إلى تسعة أمتار، مما يسبب صعوبة في قيادتها في أحياء العاصمة، الضيقة منها على وجه الخصوص. وتختلف كل سيارة ليموزين عن الأخرى في تفاصيلها الداخلية وتقاسيمها الخارجية إلا أنها عادة ما تشتمل على صالون من الجلد، يحمل من ستة إلى تسعة ركاب، بالإضافة إلى ثلاجة وقارئ للأقراص المضغوطة وغيرها من وسائل الترفيه والرفاهية فضلا عن الديكور المتميز الذي تزينه ألعاب الأضواء لتتواصل بهجة العرس حتى داخل هذه السيارة أو المنزل المتنقل. و تبقى الليموزين عنوانا للرفاهية والتباهي وملاذا لكل من أراد أن يجعل من عرسه أسطورة حيه. زين العابدين جبارة