تُجمع العديد من العائلات على أن موكب العرس من أقدس اللحظات التي لا ينبغي تفويتها ولا التقصير في فرصة مرافقة العروسين إلى بيت الزوجية، إذ يحرص الأصدقاء و الأهل - خاصة منهم النسوة - على التزين و الابتهاج قبل أن تشد أنظارهن إلى السيارات الفاخرة التي يتفنن أصحابها في إعطاءها ديكورا جذابا يعكس مدى الغبطة و السعادة التي تغمر الجميع. غير أن الاختلاف بين موكب و آخر يكمن في مدى الحرص على تفادي الحوادث و "تحكيم العقل" في موكب قد يغيّر من مساره دون سابق إنذار باتجاه المستشفى بدلا من الذهاب إلى عش الزوجية،...حينها فقط تتبدل الزغاريد و الأفراح إلى أحزان و مآس. العائلات الوهرانية و على غرار ملايين العائلات الجزائرية، تولي هي الأخرى كل اهتماماتها إلى وضع بصمة خاصة في مواكب الأعراس حتى أصبح الحديث غالبا عن السيارات و تنافس مالكيها في إقامة استعراض يصل درجة الجنون عبر الطرق والشوارع التي تشهد حركة دؤوبة و زحمة مستمرة من دون مراعاة ما قد يخفيه القدر و ما قد تبلغه حدود الفرحة التي لا تدوم سوى دقائق لتستمر آلام و مآسي لعدة أشخاص كانوا ضحية المغامرة و المجازفة. ومن بين الحوادث التي سجلت مؤخرا واهتز لها سكان أحد الأحياء القريبة من المدينة تلك التي وقعت بحر الأسبوع الماضي حينما تحوّل موكب العروس إلى مشهد درامي يصعب وصفه بعدما انقلبت إحدى السيارات مخلفة جرح ثلاثة أشخاص كانوا على متنها، بينما انقطعت أرجل السائق فور وقوع الحادث الذي حوّل الزغاريد إلى عويل والفرح إلى قرح، فيما تتداول يوميا أنباء عن حوادث أكثر مأساوية تودي بحياة أقارب العروسين أثناء المواكب غالبا ما تكون بسبب السرعة المفرطة و فقدان السيطرة بعد تناول البعض للمخدرات والخمور أثناء القيادة، سعيا إلى التباهي والتفاخر من هو الأسرع ومن يستطيع التجاوز بخفة وسرعة وكذلك بحثا عن لحظات الترويح عن النفس والسعادة "المزعومة" التي تكون نهايتها وخيمة في الكثير من المناسبات المفرحة كالأعراس. كمال يعقيل