أعلنت قيادة القوات البحرية حالة إستنفار على السواحل لمواجهة تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر المياه الإقليمية الجزائرية ، بعد ضبط العديد من " الحراقة" في الأشهر الأخيرة ، و أفاد مصدر مسؤول بقيادة القوات البحرية ل" الشروق اليومي " ، أنه تم إعتماد مخطط إستعجالي هذه الصائفة على خلفية إستغلال " الحراقة" (المهاجرين غير الشرعيين ) إستقرار الأحوال الجوية و هدوء البحر للإبحار بإتجاه السواحل الإيطالية شرقا من عنابة و الطارف والإسبانية غربا خاصة من شواطىء عين تموشنت ووهران و تلمسان. و يتضمن هذا المخطط عملية مسح لمختلف السواحل و هي أول مرة تقوم بها قيادة القوات البحرية كما تعد الجزائر أول بلد يتبنى هذه العملية حيث تم إخضاع حراس السواحل لدورات تكوين ميدانية بعد أن تقرر تحويلهم إلى مواقع مختلفة لتعزيز قدراتهم في البحث و الملاحقة و الإنقاذ على بعد 200كم من عرض البحر " حتى تكون لهم دراية بكل السواحل و ليس السواحل التي يعملون بها " و على هذا الأساس تم إعتماد إستبدال المواقع بين حراس السواحل و توزيعهم بين سواحل عنابة ، دلس ، الغزوات ، وهران ، تلمسان ، عنابة ، بومرداس. و قررت قيادة القوات البحرية حسب مصدرنا نشر عدد إضافي من حرس السواحل على طول شريط المياه الإقليمية بعد مضاعفة العدد إلى أكثر من 50 بالمائة حيث يبلغ عدد حراس السواحل حاليا 4 آلاف فرد يشرفون على حراسة و مراقبة شريط ساحلي يقدر طوله ب1200كم ن و سيتم تجنيد ضباط في العملية خاصة بعد أن أوكلت لهؤلاء مهمة التحقيق مع الحراقة الموقوفين قبل تحويلهم لوكيل الجمهورية ، و قال مصدرنا إنه موازاة مع ذلك تم تسخير كل التجهيزات لوضع حد لتفاقم هذه الظاهرة التي تؤرق الحكومة من خلال رفع عدد الزوارق نصف الصلبة التي تستعمل في ملاحقة قوارب " الحراقة" في عرض البحر و تحفظ مصدرنا عن ذكر عدد القوارب المتوفرة لدى قيادة القوات البحرية و إكتفى بالقول أنه " تمت مضاعفتها " ، إضافة إلى الدعم الذي تلقته من القوات الجوية بمروحيات لرصد مواقع المهاجرين السريين في أعالي البحار على متن قوارب الصيد أو البواخر التجارية. وزير التضامن الوطني ل" الشروق ": الظاهرة غريبة عن المجتمع الجزائري و لا علاقة للفقر و البطالة بالهجرة السرية قال الدكتور جمال ولد عباس، وزير التضامن الوطني أنه سيتم عقد لقاء وطني حول الهجرة غير القانونية في سبتمبر المقبل بالجزائر العاصمة في شهر سبتمبر المقبل " قمنا بإختيار هذا التاريخ الذي يتزامن مع الإحتفال باليوم العالمي للسلم و من المقرر أن تشارك فيه كل القطاعات المعنية . و أضاف الوزير في إتصال ب" الشروق" أن وزارته إتخذت مبادرة تنظيم هذا الملتقى أمام تفاقم الظاهرة " التي تبقى فعلا غير مقبول في الجزائر " و أشار أن الهدف هو تحديد وسائل وآليات مكافحتها و دراسة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية و محاولة الخروج بحلول ناجعة و أوضح الدكتور ولد عباس أن " اللقاء سيكون فضاء للحوار و النقاش مع الأطراف التي لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالقضية أهمها وزارة الدفاع الوطني ، وزارة الداخلية ، وزارة الشؤون الخارجية " كما كشف الوزير عن دعوة منظمات دولية غير حكومية تنشط في مجال حقوق الإنسان و المجال الإنساني من ألمانيا ، بلجيكا ، إسبانيا ، إيطاليا ، فرنسا خاصة و أن وزارة التضامن الوطني هي التي تتكفل بالمهاجرين غير الشرعيين المطرودين من هذه الدول . و حرص وزير التضامن على القول في رده على أسئلة " الشروق اليومي " أن الدولة الجزائرية تملك كل الإمكانيات للتكفل لاشباب " لكنه أشار إلى أنه من بين " الحراقة" الموقوفين بولاية عين تموشنت نهاية الأسبوع الماضي كان هناك 20شابا فقط بطالين ما يسقط حسبه الفقر و البطالة و المشاكل الإجتماعة كدوافع الهجرة غير الشرعية مضيفا أن " الظاهرة غريبة على المجتمع الجزائري و هو ما يدفعنا لدراستها و تحليلها بمساهمة مختصين في علم الإجتماع و النفس لأن هناك عدة تأثيرات على الشباب من مواقع الأنترنيت و الفضائيات تصور لهم الحلم الزائف و بلد الإلدورادو قبل أن يصطدموا بالحقيقة و الواقع عند مواجهتهم الموت في البحر " و قال الوزير "إننا نبحث عن إجراءات وقائية من خلال هذا الملتقى " الذي تشرف على تنظيمه خلية تم إنشاؤها على مستوى الوزارة للتحضير لأشغاله. نائلة.ب:[email protected]