أرقام مهولة تعكس واقعا كارثيا كشف المقدم سليمان دفايري، رئيس خلية الإتصال بقيادة القوات البحرية، أنه تم انتشال 25 جثة لمرشحين للهجرة السرية بحرا منذ بداية السنة الجارية من طرف حرس الشواطئ والسواحل، ولقي هؤلاء حتفهم غرقا في عرض البحر، وأشار الى أنه، عكس السنوات الفارطة، تم تحديد هوية الجثث. * * وتم انتشال أكبر عدد من جثث "الحراقة" على مستوى الجهة الغربية التي شهدت العديد من المحاولات والرحلات التي تم إحباطها وذلك ب16 جثة مقابل 5 جثث بالجهة الوسطى، 4 جثث بولايات الشرق، خاصة على مستوى ولاية عنابة. * وأوضح المقدم دفايري أثناء عرضه لحصيلة نشاطات حرس الشواطئ في مجال مكافحة الإبحار السري ل"الشروق"، أنه تم خلال السداسي الأول من السنة الجارية، توقيف 479 "حراق" تم ضبطهم على متن قوارب وزوارق مطاطية أغلبهم خلال شهر جوان ب231 حراقا موقوف مقابل 175 شخص في شهر ماي، بينما لم يتم تسجيل أية عملية خلال شهري فيفري وافريل، وتم في نفس الفترة ضبط أشخاص مرشحين للهجرة السرية بحرا كانوا قد تسللوا الى السفن التجارية، وسجل توقيف أكبر عدد منهم خلال أشهر جانفي، فيفري وماي . * وأفاد في هذا الصدد، أن 95 بالمائة من الحراقة الموقوفين كانوا على متن قوارب ب452 موقوف مقابل 27 موقوفا تسللوا عبر السفن، حيث تمكن حراس الشواطىء من استرجاع 11 زورقا وقاربا منها 7 قوارب بالجهة الغربية و3 زوارق بالواجهة الشرقية مقابل قاربين بالواجهة الوسطى. * وحدد مسؤول الاتصال بقيادة القوات البحرية، توزيع الأشخاص بالقول أن 39 بالمائة من الموقوفين بالواجهة الغربية مقابل 43 بالمائة شرق البلاد و18 بالمائة بالواجهة الوسطى. * ولفت المقدم دفايري الانتباه الى تسجيل أكبر عدد من محاولات الإبحار السري خلال الأشهر الأخيرة على خلفية استقرار الأحوال الجوية وهدوء البحر مما يشجع على الانطلاق في الرحلات. * * عنابة عاصمة "الحراقة" بامتياز * وكشف المقدم دفايري، أن أغلب الحراقة الموقوفين هم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 عاما و30 عاما وأكثر من 80 بالمائة منهم يتراوح سنهم بين 21 و23 عاما، وتمس هذه الظاهرة أغلب ولايات الوطن حسب ما تكشف عنه المناطق التي ينحدر منها الموقوفون التي تأتي في مقدمتها عنابة ب56 موقوفا تليها وهران غرب البلاد ب42 موقوفا ثم سكيكدة شرقا ب26 موقوفا والعاصمة ب21 شخصا و14 من ولاية تلمسان، وأوقف حرس الشواطئ خلال هذه الفترة 22 شخصا مرشحا للإبحار السري ينحدرون من ولاية غليزان و12 من ولاية الشلف و18 آخر ينحدرون من ولاية تيارت إضافة الى "حراقة" ينحدرون من ولايات قالمة، البرج، أم البواقي، الطارف، خنشلة، جيجل. * واعتبر المقدم دفايري، في تحليل للإحصائيات، أنها تعكس فعالية المخطط الأمني الذي تعتمده قيادة القوات البحرية في مكافحة الهجرة السرية بالقول "لقد تدعمت فرق حرس السواحل بسفن وزوارق حربية في إطار دعم وتعزيز المنظومة البحرية"، وأوضح أن "عمل حرس الشواطئ هو عمل وقائي بالدرجة الأولى"، مؤكدا أن 100 بالمائة من نشاطهم يتمثل في البحث والإنقاذ و"لايتعلق فقط بالجوانب الأمنية"، وجدد حرص حراس الشواطئ على إنقاذ حياة هؤلاء "الحراقة" الذين يتنقلون غالبا على متن قوارب تهدد حياتهم وأمنهم، وأشار الى ترويج قوارب خشبية تقليدية الصنع، تتآكل بعد قطع أميال في عرض البحر، واستبعد في هذا السياق استخدام السلاح في مطاردة هؤلاء "الحراقة" على خلفية "أنه لايوجد قانون يخول استخدام السلاح ضدهم"، خاصة وأنهم "جزائريون وندرك أنهم مهاجرون سريون"، ويتم بعد إنقاذهم تحويلهم على العدالة لاتخاذ الإجراءات القانونية. * وحرص المقدم دفايري على الإشارة الى انخراط المواطنين في مكافحة هذه الظاهرة بفضل تبليغ مصالح الأمن مما يؤدي الى إحباط رحلات الموت في "عمل استباقي" مع تفعيل العمل الإستعلاماتي، ونوه بالتنسيق الأمني البري بين مختلف أجهزة الأمن، خاصة بالجهة الغربية للوطن مما مكن من إنقاذ العديد من الأرواح من الموت غرقا في عرض البحر.