خلفت المباراة الودية التي نشطها المنتخب الوطني الخميس أمام نيجيريا عديد المكاسب التي وصفها المتتبعون بالمهمة، سواء من الناحية الفنية والبدنية أو من الجانب المعنوي على الخصوص، حيث أن تمديد سلسلة النتائج الايجابية إلى 19 مباراة متتالية جعلت زملاء ماندي يتزعمون إفريقيا من هذا الجانب بعدما تزعموها عقب التتويج باللقب القاري صائفة 2019، وهو الأمر الذي يجعل مباراة المكسيك فرصة أخرى لإثبات الذات والوقوف أكثر على أداء الركائز بعدما أخذ بلماضي نظرة وافية على عديد العناصر البديلة. أشاد الشارع الكروي الجزائري بالأداء الذي أبانت عنه العناصر الوطنية خلال ودية الخميس أمام منتخب نيجيريا، فعلاوة على الفوز المعنوي بهدف لصفر من توقيع بن سبعيني فإن الناخب الوطني جمال بلماضي بدا راضيا عن المردود الفني والبدني ل"محاربي الصحراء"، خاصة وأنهم واجهوا أحد أقوى المنتخبات الإفريقية، بالنظر إلى النجوم الكروية التي يحوزها وكذا فعاليته الهجومية، ما يجعل الفوز المحقق في نظر الكثير بمثابة مكسب جديد يضاف إلى عديد المكاسب التي باتت تحققها تشكيلة بلماضي من مناسبة إلى أخرى، وهو الأمر الذي سيجعلها أمام تحديات جديدة من أجل مواصلة البرهنة تحسبا لتصفيات "الكان" وكذا رهان العودة إلى المونديال من بوابة نسخة قطر 2002. البدائل يراهنون على إقناع بلماضي ويبدو أن الغاية الأساسية التي ركز عليها المدرب جمال بلماضي في ودية نيجيريا هو الاستثمار في العناصر البديلة التي منح لها الفرصة الكافية للمشاركة بغية البرهنة على صحة إمكاناتها، وهو الأمر الذي تجسد ميدانيا خلال سهرة أول أمس، بدليل بروز عديد الأسماء التي تسعى جاهدة إلى إقناع الناخب الوطني من الآن، حتى تكون تحت تصرفه خلال المواعيد الرسمية المقبلة، تزامنا مع حدة المنافسة التي سيعرفها التعداد، انطلاقا من عدة معطيات فرضتها وضعية بعض الركائز وكذا بروز عديد الأسماء البديلة أو التي سجلت حضورها لأول مرة في تعداد "الخضر". وقد وقف الكثير على الوجه الذي أبان عنه الحارس أوكيدجة الذي وضع فيه الطاقم الفني الثقة منذ البداية، وبدا حارس ماتز قادرا على مزاحمة مبولحي في حراسة عرين "الخضر"، انطلاقا من حضوره المنتظم في الدوري الفرنسي، وكذا المؤهلات التي يتمتع بها، وهو التنافس الذي سيصب حسب المتتبعين في مصلحة تشكيلة "الخضر"، والكلام ينطبق على عديد العناصر الجديدة أو البديلة التي أشاد الناخب الوطني بمردودها أمام نسور نيجيريا، على غرار بن رحمة ودولور، إضافة إلى حلايمية ومديوب وبولحية وغيرها من العناصر التي ينتظر أن يكون لها ثقلها في الخيارات المستقبلية للناخب الوطني. الركائز أمام اختبار هام الثلاثاء المقبل والواضح أن ودية نيجيريا حققت مكاسب هامة من الناحية الفنية والمعنوية على الخصوص، خاصة وأن الهدف الذي وقعه بن سبعيني قد منح ل"الخضر" فوزا جديدا سمح بتمديد سلسلة النتائج الإيجابية إلى 19 مباراة في المجموع، ما يجعل ودية هذا الثلاثاء أمام المكسيك بمثابة اختبار مهم للمنتخب، حيث ينتظر أن يعتمد بلماضي على العناصر التي تصنف في خانة الركائز، والتي لم تدرج أغلبها في التشكيلة الأساسية التي واجهت نيجيريا، على غرار مبولحي وقديورة وفيغولي وبن ناصر وبونجاح والبقية، وهو الأمر الذي سيضعها أمام فرصة أخرى من أجل البرهنة لمواصلة كسب ثقة الناخب الوطني، خاصة وأن الكثير يجمع بأن تعدد الخيارات سيجعل عديد المناصب في المزاد، بالنظر إلى حدة التنافس التي سيعرفها تعداد "الخضر"، لأن رهان الطاقم الفني منصب على الاستثمار في مختلف العوامل التي تصب في خانة الحفاظ على الزعامة الإفريقية، وبالمرة التفكير من الآن في النسخة القادمة من "الكان"، مع الحرص على عدم تفويت فرصة العودة مجددا إلى واجهة المونديال.