أغلقت الأربعاء، عديد المؤسسات التعليمية عبر الوطن، أبوابها في وجه التلاميذ والطواقم التربوية، عقب تسجيل حالات مؤكدة، وأخرى مشتبه فيها، للوباء وسط منتسبيها. وهي إصابات تعزى، في أغلبها، إلى عدم احترام البروتوكول الصحي، الذي اتهمت البلديات، بالتقصير في توفير متطلباته. إلى ذلك، أشهرت السلطات "سيف الحجاج" في وجه المخالفين للتدابير الوقائية، فقد جرى غلق أسواق ورياض أطفال لعدم التزامها بتدابير الوقاية. مقابل هذا، كان تفشي الوباء، محطة أخرى، يظهر فيها الجزائريون، روحهم التضامنية، من خلال دعم جهود احتواء الجائحة، بالأموال والمساعدات العينية. أغلقت مديرية التربية لبجاية ابتدائية 24 فبراير بعاصمة الولاية، عقب الاشتباه في وجود حالات لكورونا على مستواها، على أن يتم تعقيم المؤسسة خلال فترة الغلق التي تدوم 10 أيام. كما كانت متوسطة عمور جلول، ببلدية حاسي معماش في مستغانم محل قرار مماثل، بعد تسجيل حالتي إصابة بالوباء، تخصان مدير المؤسسة وأستاذا. وأربك تفشي الوباء، مع نقص وسائل الوقاية، الأسرة التربوية، كما هو الحال ببشار، إذ شهدت أمس عديد الابتدائيات، وقفات احتجاجية، للمطالبة بإجراءات استعجالية، تتيح تطبيق البروتوكول الصحي، لاسيما بعد تسجيل حالات يشتبه في إصابتها بكورونا، بمدرستي كحلاوي بوعمامة، وحمليلي الطيب. وإن كان أساتذة بشار اكتفوا بوقفات احتجاجية، فإن زملاءهم بمدرسة مفدي زكرياء في سيدي عيسى بالمسيلة، توقفوا عن العمل، في خطوة ترمي إلى لفت انتباه المسؤولين، إلى نقص مواد التعقيم والتطهير، وغياب النظافة. بدورهم، أضرب أساتذة ثانوية مراح عبد القادر بمدينة سيدي بلعباس، للمطالبة بغلق المؤسسة التربوية ووقف الدراسة عقب الاشتباه في أحد التلاميذ بإصابته بفيروس كورونا، متهمين الإدارة، بالتكتم على الإصابة، والتهاون في تدابير الوقاية. ووجدت الجماعات المحلية نفسها محل اتهام، بالتقصير في توفير متطلبات تطبيق البروتوكول الصحي، ففي ولاية إيليزي، وصفت نقابة مديري المدارس الابتدائية الدخول المدرسي ب"الكارثي"، مندّدة ب"التسيير العشوائي واللامسؤول من طرف البلديات، واستحالة تطبيق البروتوكول الصحي"، ما يهدّد جميع منتسبي المدارس الابتدائية. وفي سبيل ردع المؤسسات غير الملتزمة بتدابير الوقاية من الكوفيد 19، أغلقت الجهات المختصة بالشلف، ثلاث دور حضانة، لعدم التزامها باحترام شروط البروتوكول الصحي، كالكشف اليومي للحرارة والتباعد الجسدي داخل الحجرات وعدم وضع الكمامات. كما كان سوق المدينة الجديدة، وسوق الكتان، محل قرار بالغلق في عطل نهاية الأسبوع، وعلّل والي الولاية جاري مسعود القرار، بأنه "إجراء وقائي احترازي بعد ارتفاع معدل الإصابات بكوفيد 19 بالولاية". وشملت التدابير الردعية مختلف الولايات، ففي قالمة سجلت مصالح أمن الولاية، منذ مطلع شهر نوفبر الجاري، تقييد 390 مخالفة تتعلق بخرق تدابير الوقاية من فيروس كورونا. فيما فرضت الجهات المختصة ببرج بوعريريج، رقابة صارمة على الأسواق، بالإضافة إلى منع أي نوع من تجمعات الأشخاص والتجمعات العائلية، مع تكليف مفتشي التربية باعتماد رقابة مستمرة، صارمة وفجائية على المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، وهي رقابة تشمل المدارس العمومية والخاصة للتحقق من الامتثال للبروتوكول الصحي. وكدأبهم في المحن، أبان الجزائريون عن حسهم التضامني في مختلف الولايات، ومنها ولاية جيجل، التي تشهد مستشفياتها حركية كبيرة، من قبل الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، التي سارعت إلى تقديم المساعدات العينية المختلفة. كما جمع تجار حي الفرسان 85 مليون سنتيم، للمساهمة في جهود مواجهة الجائحة، تضاف إلى حصيلة "الراديو تون" الذي نظمته الإذاعة المحلية، ومكّن من جمع 353 مليون.