ألقى تفشي وباء كورونا بظلاله على قطاع التربية، حيث جرى الثلاثاء، غلق مؤسسات تعليمية، عقب تسجيل إصابات وسط أطقمها، وهي إصابات تعزوها الأسرة التربوية، أساسا، إلى نقص وسائل الوقاية، ما حدا بالمعلمين في بعض الولايات، إلى تنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة بتوفيرها، فيما لجأ مديرون إلى الجمعيات الخيرية للحصول على المعقمات والكمامات. كما أثار نقص تلك المواد، تململا بباقي القطاعات، كما هو الشأن بالنسبة لقطاع التجارة، الذي نظم منتسبوه بباتنة، وقفة لحمل الوصاية، على توفير مستلزمات الحماية لهم. وسط كل هذا، تتعالى الأصوات للمطالبة بتوفير مخابر الكشف عن الفيروس. توقف، صباح الثلاثاء، أساتذة وعمال ابتدائية تيزي ببجاية عن العمل، احتجاجا على غياب بروتوكول صحي بالمؤسسة التعليمية، من شأنه ضمان حماية الأساتذة العمال والتلاميذ، من فيروس كورونا الذي يعرف انتشارا كبيرا بالولاية، خلال الأيام الأخيرة. وبولاية البليدة التي كانت الأكثر تضررا من الوباء غداة ظهوره بالجزائر، فقد سجلت مؤسسات تربوية إصابات وسط أطقمها، كما هو الحال مع أستاذ بمتوسطة في واد جر. فضلا عن إصابات أخرى في ثانوية الفتح بعاصمة الولاية، ومدرسة طيب رامول بحي الموز. وأمام تفشي الإصابات بالقطاع، نظم أمس، المعلمون على مستوى ابتدائية عايد موسى1 بقرواو وقفة احتجاجية بسبب غياب الإجراءات الصحية والتعقيم. وهو نفس الانشغال الذي رفعه مديرو مؤسسات تعليمية بأم البواقي، اشتكوا نقص وسائل الوقاية، التي تتطلب ميزانية إضافية، تفتقدها مؤسساتهم، فيما لجأ نظراؤهم بولاية النعامة إلى المحسنين والجمعيات الخيرية، بعد تقاعس البلديات، عن توفير مستلزمات البروتوكول الصحي. بدورهم، تجمهر أساتذة الطور الابتدائي المنتسبون لنقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أمام مقر مديرية التربية بولاية سوق أهراس، رافعين شعارات تطالب بتوحيد استعمال الزمن في إطار الحجم الساعي، الذي أنهك الأساتذة، بعد اعتماد نظام التفويج. ولم يقتصر التململ على قطاع التربية، فقد احتج، أمس، العشرات من عمال وموظفي مديرية التجارة بباتنة، على غياب الإجراءات التنظيمية والوقائية الخاصة بمكافحة وباء كورونا، خاصة بعد إصابة المدير المكلف و20 موظفا وعونا في الأسابيع الأخيرة بالفيروس. ويشتكي العمال غياب وسائل الوقاية مثل الكمامات والمطهرات والمعقمات الكحولية، ما يعرضهم للعدوى. ورغم المآسي والخسائر التي تخلفها كورونا، فقد استغلها البعض لتحقيق الثراء، كما هو الحال مع جمعيات وهمية بجيجل تنشط تحت غطاء جمع تبرعات لفائدة المرضى الذين أصابهم الوباء. وصادرت قوات الأمن بالولاية أموالا جمعت بطريقة غير شرعية، فيما حذرت بلدية زيامة منصورية، من صفحات فيسبوكية، صارت تقدم نفسها على أنها جمعيات، تستدر عطف المواطنين، وتستغل تضامنهم مع ضحايا الجائحة لجمع المال. وفي إطار جهود احتواء الجائحة، قال مدير الصحة لتيبازة، إنه جرى حصر بؤر الوباء بالولاية، ويتعلق الأمر بمدنها الكبيرة. ودعا المواطنين إلى التقيد بسبل الوقاية، مشيرا إلى أن "التراخي" الذي ميز تصرفات المواطنين في الآونة الأخيرة ساهم في تزايد عدد المصابين. وتعرقل قلة مخابر الكشف عن الوباء، جهود السيطرة عليه، وفي هذا الإطار، دعا رئيس لجنة متابعة تفشي فيروس كورونا بولاية سيدي بلعباس السلطات المحلية إلى التعجيل في افتتاح مخبر خاص بتحاليل "البي.سي.أر"، تزامنا مع الارتفاع التصاعدي لعدد المصابين بالولاية.