حالة من الفوضى العارمة يعيشها الطلاب المسجلون في جامعة باتنة، بسبب الفروع التي وجهوا إليها، ما كان سببا في كل تذمرهم الواضح من عملية التوجيه المخيبة للآمال.. وتعليقات ظريفة أقرب إلى النكات الحادة، وقد عبرت طالبة قدمت من جنوب البلاد عن رفضها للفرع الذي وجهت إليه مؤكدة أنها "لا تصلح لدراسة الشريعة" خاصة وأن مظهرها أكد ذلك، حيث كانت ترتدي "ديكولتي" ضيق وسروال قصير "بونتاكور". فيما تفاجأ شاب آخر كان يحلم بدراسة هندسة البناءات الميكانيكية فوجد نفسه طالبا في معهد الفنون الجميلة.. وأين، في سيدي بلعباس؛ أي على بعد 800 كلم عن باتنة، فيما تم توجيه عدد لا بأس به من طلبة العلوم الإنسانية إلى المركز الجامعي بتبسة؛ أي على الحدود التونسية. اللافت للنظر أن طلاب خنشلة وششار حولوا كلهم إلى غرب البلاد على غرار مستغانم وبلعباس، فيما اصطدم بعض الطلاب الذين اختاروا الدراسة العسكرية بأن المعدلات المطلوبة أعلى بكثير من تلك المقيدة في المطويات والملصقات على غرار طالب بمعدل 13 تقدم لدراسة البحرية ليفاجأ برفض طلبه بسبب أن المعدل المطلوب هو 14 وليس 12 كما هو مدون في الملصقات النشرية. وتعكس هذه الحالات نوعا من "الفوضى" في كيفية التوجيه بالنظر إلى أن أغلب الطلبة منحت لهم فروع مركبة في الصف العاشر، ما يؤكد بصفة آلية أن تنويع الاختيارات إلى عشرة أمر غير منطقي، فما علاقة الميكانيكا بالفنون الجميلة وثياب الصيف والسباحة بعلوم الشريعة والتجارة بالوقاية والأمن، وهو أمر يتوجب تحديد الخيارات في ثلاثة أو أربعة تفاديا للفوارق التي تقترب من درجة الخوارق؟. طاهر حليسي