أحدثت عملية توجيه الحائزين الجدد على البكالوريا نحو الاختصاصات الجامعية أزمات حادة وسط الكثير من العائلات بالطارف بعد أن تحولت فرحة النجاح الى نكبة بسبب توجيه أبنائهم الى ولايات بعيدة واختصاصات غير متماشية مع رغباتهم. وضمن هذا الإطار أكد أكثر من 30% من الحائزين الجدد على البكالوريا الذين سجلوا بالمركز الجامعي بالطارف أن توجيههم تم بعيدا عن رغباتهم المعبر عنها. ولا يمكن للكثيرين منهم مزاولة الدراسة بالفرع الذي حدد لهم إلكترونيا، وحسب الطالبة "د.ر" فإن توجيهها نحو فرع اللغة الأمازيغية بجامعة تيزي وزو لم يكن ضمن رغباتها فضلا عن كونها عاجزة ماديا عن الالتحاق بهذه الجامعة حيث بالكاد أتمت دراستها بثانوية الطارف بعد صعوبات مادية قاهرة بسبب الفقر المدقع الذي تعيشه عائلتها، خصوصا أنها كانت تنتقل يوميا من الزيتونة إلى الطارف. أما "ب.ز" فأكد أن توجيهه إلى جامعة بلعباس لدراسة اللغة الألمانية قد حول فرحة والده إلى خيبة كبيرة حيث كان يرغب في أن يراه يدرس الحقوق بجامعة عنابة على بعد 60 كلم فقط، مما يعني أنه سيكون تحت رقابته الأبوية وقدرته المالية. وعاش المركز الجامعي بالطارف قبل يومين حادثة غريبة حيث تقدم شيخ طاعن في السن من مصلحة الانخراط بالمركز لأجل إيداع طعن بخصوص توجيه ابنته إلى اختصاص الري بالبليدة بالرغم من أنها لم تختر هذا الاختصاص اطلاقا، وحسب ما قاله الشيخ فإن وجود ابنته بعيدا عن بلدته غير مقبول تماما بسبب ما سمعه ويسمعه عن ظروف الجامعة وما يحدث خلف أسوارها، ليصل به الأمر إلى حد التهديد والوعيد في حال عدم تحويلها إلى أحد المعاهد بالطارف. وتشير المعطيات المتوفرة بخصوص التسجيلات الجامعية أن آلاف الطلبة قد تم توجيههم إلى اختصاصات نظام LMD الجديد بالرغم من أن أولياء هؤلاء تحفظوا بشدة بخصوص هذا النظام ورفض معظمهم اختياره ضمن بطاقة الرغبات. وأوضحت مصادر من المركز الجامعي بالطارف أن العديد من الطلبة الذين تم توجيههم نحو معاهد تكوين أساتذة التعليم الابتدائي والثانوي بقسنطينة قد تم رفضهم بعد إجراء المقابلة على اعتبار أن القبول بهذه المعاهد يتم وفق المعدل المحصل عليه وإجراء مقابلة قبل التسجيل، وهو ما تحول إلى أزمة حادة لدى الكثيرين منهم خصوصا وأن رغباتهم المودعة تصب كلها ضمن هذه الاختصاصات، حيث وجد الكثيرون أنفسهم مجبرين على التسجيل في اختصاصات لم تكن أثناء ملء استمارة الرغبات حيث يتم التركيز غالبا على الاختيارات الثلاثة الأولى فقط دون التطرق لشروط القبول بها والجهل بالطريقة الجديدة الآلية للتوجيه، في حين يتم وضع الاختيارات الباقية بلا مبالاة، وهو ما تسبب حسب بعض الأساتذة في صدمات حادة لهؤلاء بعد إطلاعهم على نتائج توجيههم حيث من المنتظر حسب نفس المصدر أن تكون عملية التحويلات بداية السنة طويلة جدا وتشمل آلاف الطلبة هذه المرة. ن. عابد