تسير الحكمة لمياء عثمان بخطوات ثابتة نحو دخول تاريخ الكرة الجزائرية، وهذا بعد تعيينها ضمن الطاقم الذي سيدير نهائي الكأس الممتازة بين شباب بلوزداد واتحاد الجزائر، وهذا بقيادة الحكم قاموح، بمساعدة الثنائي عماري بوعبد الله وأكرم زرهوني، وهو ما يجعل الفرصة مواتية للجماهير الجزائرية في اكتشاف أول حكمة جزائرية ضمن طاقم تحكيم يدير مباراة في المستوى العالي. لم يكن صدفة تعيين الحكمة لمياء عثمان ضمن الطاقم المعني بإدارة نهائي الكأس الممتازة بين شباب بلوزداد واتحاد الجزائر، بالنظر إلى المسار المميز الذي حققته على الصعيد المحلي والقاري، ما جعلها تكسب ثقة الفاف والكاف وحتى الفيفا، حيث سبق لها أن أدارت نهائي الألعاب الإفريقية الذي لعب بالمغرب بين نيجيرياوالكاميرون، كما كشفت عن حبها لسلك التحكيم، ما جعلها تقدم تضحيات كبيرة من أجل الوصول إلى المستوى العالي، حيث سبق ان صرحت ل"الشروق" بأنها كانت تجد نفسها مضطرة للتضحية ببعض المناسبات العائلية من اجل التحكيم، حيث قالت في هذا الجانب "انظم وقتي جيدا مرات عديدة، حيث أتدرب على الخامسة صباحا وأتنقل إلى عملي على الثامنة صباحا، وأؤدي واجباتي المنزلية بعدها، إنها تضحية حقيقية، وكل هذا يزيدني قوة وإرادة لمواصلة مشواري". من جانب آخر، أكدت الحكمة لمياء عثمان بأن الدوليين السابقين حيمودي وبنوزة يعتبران قدوتها في عالم التحكيم، وقالت بصريح العبارة "الدوليان السابقان حيمودي وبنوزة هما قدوتي في التحكيم، حيمودي دخل التاريخ بإدارته أربعة لقاءات في كأس العالم، كما تعجبني الطريقة التي كان يدير بها بنوزة اللقاءات. لازلت إلى يومنا هذا أشاهد بعض لقاءاته". ومعلوم أن بداية لمياء عثمان مع التحكيم كانت من بوابة ملعب 20 أوت الذي عرف إدارتها لقاء الأصاغر بين اتحاد الجزائر ونصر حسين داي، فيما دخلت تاريخ الكرة الجزائرية، بعد أن أدارت بامتياز نهائي الألعاب الإفريقية التي لعبت بالمغرب بين الكاميرونونيجيريا، ونالت ثقة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الدولي لكرة القدم، في الوقت الذي تطمح مستقبلا في إدارة نهائي كأس العالم للسيدات، كما أثنت على عائلتها التي حفزتها على دخول سلك التحكيم الذي أوصلها إلى العالمية، رغم أنه بقي لسنوات حكرا على الرجال.