يواصل الشارع الكروي الجزائري الإشادة ببصمة المدرب الوطني جمال بلماضي منذ توليه شؤون "الخضر" صائفة العام 2018، خاصة بعد الحسم في ورقة التأهل إلى "كان 2022" التي تعكس الرغبة في الدفاع عن اللقب القاري من جهة والتفرغ لتصفيات مونديال قطر، حيث ذهب الكثير إلى القول بأن كتيبة بلماضي حققت الكثير من المكاسب فوق الميدان، سواء من الناحية الفنية أو المعنوية، ما يجعلها تركز جهودها إلى كسب مزيد من الرهانات في زمن كورونا. جسّد الناخب الوطني جمال بلماضي خطوة استباقية مهمة، من خلال كسب ورقة التأهل إلى "كان 2022" قبل الأوان، ما يجعل الجولتين المتبقيتين مجالا مهما لكسب اللياقة التنافسية وتعزيز عملية التحضير لتصفيات مونديال قطر، وهو الأمر الذي يفتح آفاقا جديدة من أجل مواصلة تحطيم مختلف الأرقام مع الإبقاء على تشكيلة "الخضر" ورشة مفتوحة على وقع التنافس الذي من شأنه أن يجعل المناصب الأساسية في المزاد، بدليل التغييرات الكثيرة التي أحدثها بلماضي بين مباراتي الذهاب والإياب أمام زيمبابوي، بعدما استعاد خدمات بلعمري الذي أقحم أساسيا بدلا من تاهرات في المحور، وكذا توظيف خدمات قديورة الذي استنفد العقوبة ولعب في مكان مهدي عبيد، والكلام ينطبق على بن رحمة وديلور اللذين دخلا منذ البداية في مكان براهيمي وبونجاح، وهذا دون الحديث عن التغييرات الكثيرة التي عرفتها وديتا نيجيريا والمكسيك، وهي خيارات تعكس عدم وجود منطق لاعب أساسي وآخر بديل، في ظل المنطق الذي فرضه الطاقم الفني، والمبني أساسا على منح الأولوية للعناصر الأكثر جاهزية والقادرة على منح الإضافة اللازمة فوق المستطيل الأخضر. ما جعل بعض المتتبعين لا يستعبدون إمكانية إحداث تغييرات في المحطات الودية والرسمية المقبلة، وهذا بناء على التقييم الذي خرج بعد مباراتي زيمبابوي، خصوصا وأن بعضهم وجه انتقادات نسبية بخصوص مردود بعض اللاعبين، وفي مقدمتهم الحارس مبولحي الذي ارتكب خطأ في لقطة تلقيه الهدف الثاني، حين لم يحسن التعامل مع الكرة التي انفلتت من يديه وتوجهت مباشرة نحو المرمى. من جانب آخر، فقد اعترف الكثير بأن الناخب الوطني عرف كيف يتعامل مع متطلبات "الخضر" خلال العام 2020 التي بدأت وستنتهي على وقع جائحة كورونا التي أخلطت الكثير من الحسابات، وأثرت على المنافسة بشكل عام، ناهيك عن الانعكاسات السلبية في مختلف النواحي والقطاعات، حيث لم يمنع ذلك بلماضي من مواصلة تجسيد أهدافه بلغة ميدانية، والبداية بالتأهل المسبق إلى "كان 2022″، وتمديد سلسلة النتائج الايجابية التي وصلت 22 مباراة، وتبقى قبالة للارتفاع، وبالمرة تعديل رقم مصر ب 24 مباراة، مع المراهنة على تعديل أو تحطيم رقم كوت ديفوار الذي وصل 26 مباراة من دون تعثر، وفوق كل هذا فإن الرهان الحقيقي سينصب على ضمان جاهزية اللاعبين لتحديات مونديال قطر، خاصة في ظل حرصه على ضرورة عودة المنتخب الوطني إلى الواجهة في أكبر محفل عالمي، بعدما غاب عن نسخة روسيا 2018 لأسباب تسييرية وأخرى فنية ناجمة عن غياب الاستقرار وسوء اتخاذ القرار في أكثر من مجال. وإذا كانت حصيلة بلماضي لحد الآن قد كشفت عن مسار مميز على جميع الأصعدة، بدليل تحقيق 17 فوزا و7 تعادلات مقابل خسارة وحيدة، وبينها تتويج قاري هو الأول من نوعه خارج الديار، ورهانات مميزة من أجل البرهنة في "الكان" والعودة إلى واجهة المونديال، فإن التشكيلة الوطنية أكد مجددا حيازتها على عناصر قادرة على صنع الفارق في مختلف التحديات والظروف والوضعيات، وفي مقدمتهم رياض محرز الذي رد مجددا على مدربه غوارديولا، شأنه في ذلك شأن عديد الأسماء التي تسعى إلى مواصلة إنجاح مسارها الاحترافي بناء على الأداء المميز مع "الخضر" والثقة التي يحظون بها من طرف الناخب جمال بلماضي.