أكد جوهرة تلمسان، الشاب أنور، في حوار خص به "الشروق"، أن أكبر عامل منعه من اعتزال الفن والغناء، هو جمهوره الوفي، الذي يدفعه في كل فترة فراغ نحو الأمام، للعودة بقوة، والإقلاع عن فكرة التوقف، حيث قال في هذا الصدد: "كنت في كل مرة أقرَر الاعتزال والتوقف عن الغناء، وتطول المدة بين خمس إلى ست سنوات، لكن، لا أصمد كثيرا أمام طلبات الجمهور والمحبَين الملحة، التي تدعوني على الدوام إلى المواصلة والاجتهاد، لأن الجمهور هو رأس مال أي فنان ناجح". وقد قدم كمثال عن كلامه الأغنية الأخيرة التي أطلقها بعنوان "أبويا" التي صنعت الحدث بالوسط الفني. وذكر صاحب الحنجرة الذهبية، أنه بعد فترة انقطاع قاربت ست سنوات عاد إلى جمهوره بأغنيتين، الأولى عاطفية، بينما الثانية اجتماعية، تعالج موضوعا حساسا يتعلق باليتم، إثر فقدان الأب وانقلاب الحياة رأسا على عقب، ومواقف عاطفية أخرى شملها الفنان في أغنيته المصوَرة، بمشاركة فنانين محترفين، يتقدمهم الفكاهي سمير مزوري والفنان رشيد بلقايد ومجموعة أخرى من الشباب المبدع. الأغنية مستمدة من تراث مغربي قديم، كانت تؤديها مجموعة من النسوة، في رثاء الوالد، وقد تأثَر بها كثيرا، خاصة أنه فقد والده قبل 22 سنة خلت، وعاش مرارة التجربة، وتحمَس لتأديتها بصوته وكل جوارحه بمساعدة العازف عبد القادر بن عاشور، فكانت بذلك النحو المؤثر. وفي سؤال عن الوضعية التي يعيشها أنور باعتباره فنانا، في زمن الكورونا، أجاب بكل صراحة قائلا: "أصدقك القول، أن الكوفيد الذي حلَ نكبة على العالم بأسره، دفع الكثير من الفنانين نحو بوابة الإفلاس، حيث يعانون في صمت، بعد تجميد كل النشاطات الفنية، التي تعد مصدر رزقهم الوحيد، وأتمنى في هذا الصدد أن تولي سلطات البلاد أهمية قصوى لهذه الشريحة، التي تعاني الويلات، كما حصل مع قطاعات أخرى من باب الإنسانية. وبخصوص حياته اليومية وكيفية تعامله مع إجراءات الوقاية، أجاب أنور: "أنا جد منضبط في أمور الوقاية والحمد لله، فلا مجال للخطإ حيث لم أخلع الكمامة منذ بداية الجائحة، زيادة على حرصي على الاستحمام كلما عدت من الشارع، والمواظبة على التعقيم خلال تحركاتي اليومية، وتجدني قليل الاختلاط بالناس، ما جعلني أعتذر في عدة مرات عن عدم حضور حصص تلفزيونية، لتفادي الحرج، والخطر في نفس الوقت، لأن الأمر يتعلق بفيروس عالمي خطير لا يفرق بين أحد وأحد، وأعمل جاهدا على عدم إيصاله إلى بيتي، لأنني أخشى على والدتي المريضة وأسرتي من خطر العدوى، وأدعو الله من هذا المنبر أن يرفع عنا الوباء ويفرج عنا من حيث لا نحتسب، لتعود الحياة كما كانت سابقا.