قتل 23 باكستانيا على الأقل بينهم 4 عسكريين وأصيب العشرات في أعمال عنف بمنطقة الحدود الباكستانية مع أفغانستان، وذلك في إطار تواصل وتيرة العنف بالبلاد منذ أسابيع و أفاد مسؤولون امنيون أن تسعة أشخاص قتلوا وجرح نحو 30 آخرين في اعتداء انتحاري في شمال البلاد، فيما أسفر هجوم على حاجز عن 14 قتيلا بينهم أربعة عسكريين. وصد جنود هجوما لمسلحين موالين لطالبان بمنطقة وزيرستان الشمالية. وقصف مسلحون نقطة تفتيش بمنطقة دوسالي على بعد 40 كيلومترا جنوبي ميرانشاه البلدة الرئيسية في وزيرستان الشمالية. وصدت القوات هجوما مباشرا على نقطة التفتيش. وقال المتحدث العسكري الميجور جنرال وحيد أرشد أن المسلحين أطلقوا نحو 50 صاروخا على مجمع نقطة التفتيش ثم شنوا هجوما على النقطة. وتخلى رجال القبائل الموالون لطالبان في إقليم وزيرستان الشمالي عن اتفاقية سلام مع حكومة إسلام آباد في تلك المنطقة القبلية التي تتمتع بشبه حكم ذاتي الشهر الماضي؛ وهو ما زاد من القلق المتصاعد بشأن تدهور الوضع الأمني في البلاد ولا سيما في منطقة الشمال الغربي المتوتر. وتشهد باكستان موجة من أعمال العنف تصاعدت عقب قيام قوات الأمن في العاشر من جويلية الماضي بإنهاء تحصن طلاب بالمسجد الأحمر بالقوة بعد أن رفضوا الاستسلام، في عملية عسكرية أسفرت عن مقتل 102 شخص. وشملت هذه الموجة سلسلة عمليات تفجيرية استهدفت قوات الأمن الباكستاني في أماكن متفرقة وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى العسكريين، بعد أن أعلنت قبائل باكستانية أنها ستشن حرب عصابات ضد السلطات. ويأتي هذا التصعيد الأمني في الوقت الذي سعى الرئيس الأمريكي جورج بوش الى طمأنة نظيره الباكستاني برويز مشرف بعد تهديدات أطلقتها واشنطن باستهداف تنظيم القاعدة على ارض الجمهورية الإسلامية في تحركات أحادية الجانب. وأعلنت الخارجية الباكستانية في بيان أن بوش اتصل الجمعة بمشرف ليؤكد له أن "الولاياتالمتحدة تحترم سيادة باكستان وتنظر بتقدير الى تصميمها على مكافحة القاعدة والعناصر الإرهابيين الآخرين". وأضاف البيان أن بوش "قال أن التصريحات (حول احتمال شن غارات) مزعجة وناجمة عن اعتبارات سياسية مع اقتراب الانتخابات" الرئاسية في الولاياتالمتحدة. لكن البيت الأبيض نفى "التفاصيل التي أوردتها" الوزارة لهذا الاتصال الهاتفي معتبرا أنها "ليست دقيقة". وقال مسؤول في الرئاسة الأميركية أن "بوش لم يتحدث عن اي إزعاج ولا عن اعتبارات انتخابية". وأدلى عدد من كبار المسؤولين في إدارة بوش خلال الأيام القليلة الماضية بتصريحات تؤكد أن واشنطن لا تستبعد شن غارات جوية تستهدف خلايا للقاعدة إذا تبين وجودها في المناطق القبيلة شمال غرب باكستان. وصدرت هذه التصريحات خصوصا عن الناطق باسم البيت الأبيض والرجل الثالث في وزارة الخارجية نيكولاس بيرنز بعد نشر أجهزة الاستخبارات الاميركية تقريرا يشير الى أن القاعدة وطالبان استعادت قواها في هذه المناطق. القسم الدولي