ينفي اللاعب الدولي السابق ناصر مقيدش حصوله رفقة ابنه على الجنسية القطرية، مؤكدا انه جزائري قلبا وقالبا، مشيرا أنه رغم إقامته في قطر منذ نهاية التسعينيات، وشغله لعدة مهام آخرها مدير فني للمدارس الكروية في الاتحاد القطري إلا أنه لم يحز رفقة أفراد عائلته على الجنسية القطرية، شأنه في ذلك شأن بقية الرياضيين الجزائريين المقيمين في قطر، وقال بأن ابنه يلعب مع المنتخب القطري بصفته مقيما في قطر منذ كان عمره 4 سنوات، ما جعله ينشط وفق "جواز مهمة" وليس بالجنسية القطرية، شأنه في ذلك حسب قوله شأن نجل الدولي السابق رابح ماجر ولاعبين أجانب آخرين يلعبون ويقيمون في قطر. كثر الجدل بخصوص سير ابنك رياض نحو حمل ألوان المنتخب القطري وحمل الجنسية القطرية، فهل من تفسير في هذا الجانب؟ هذا الكلام لا أساس لها من الصحة، أنا وأفراد عائلتي جزائريون وسنبقى جزائريين قلبا وقالبا، فابني مقيم في قطر منذ كان عمره 4 سنوات، ما جعله يلعب بصفة أنه مقيم وبجواز مهمة، أما جنسيته فهي جزائرية وستبقى جزائرية. البعض يرى بأن ابنك يسير على خطى ابن ماجر في التجنيس الكروي، ما قولك؟ لا يمكن مقارنتي بماجر، لأن الوضعية تختلف، لكن قاسمنا المشترك هو أننا لا نملك الجنسية القطرية، صحيح أن هناك من يصف ابني رياض ناصر القطري لكن هذا لا أساس له من الصحة، ربما مثل هذا الكلام لأنه يلعب الكرة بصفة مقيم في قطر، ما جعله يصنف كلاعب محلي، بحكم انه متواجد في قطر وعمره حينها 4 سنوات، حيث لعب لفريقي الأهلي والريان وحاليا هو مع نادي الوكرة مع مواطنه بن يطو. وهو مثله مثل بقية اللاعبين الجزائريين الناشطين في قطر مثل قديورة وعزي وهني والبقية. والأكثر من ذلك فإن الجنسية القطرية لا تمنح، فحتى بعض اللاعبين الجزائريين الذين يلعبون مع المنتخب القطري مثل خوخي لا أعتقد أنهم يحوزون عليها، بقدر ما يلعبون بجواز قطري اسمه جواز مهمة. وما رأيك في الدعوة التي تلقاها لطفي ماجر، ابن رابح ماجر للعب مع منتخب قطر الأولمبي؟ هو أيضا لا أعتقد أنه يملك الجنسية القطرية، أما من حيث إمكاناته فهو لاعب شاب برهن على قدراته، وبمقدوره الذهاب بعيدا، وفي نفس الوقت على الجميع أن يرحموا ماجر وابن ماجر، من خلال تفادي الخلط بين الأب والابن. كيف تفسر الانتقادات التي وجهت لرابح ماجر من قبل الجماهير الجزائرية؟ رابح ماجر هو زميل وأخ وصديق، لعبنا سويا في نصر حسين داي والمنتخب الوطني، وهو إنسان متخلق وقدم الكثير للكرة الجزائرية، أنا أقول رابح ماجر كلاعب يعد من أبرز الأسماء التي أنجبتها الكرة الجزائية، بدليل بروزه مسيرته الاحترافية الناجحة مع بورتو، بدليل تتويجه بكأس أوروبا للأندية البطلة، أما كمدرب فهذا آخر آخر، كل واحد يخضع للنقد والتقييم، كما أن كل واحد وعقليته، ممكن أن ماجر لم يتقبل طريقة خروجه من المنتخب الوطني فهذا أمر يخصه، لكن المؤسف حول تأزم علاقته مع الجماهير الجزائرية. أما ابنه فقد برز في نادي بارادو، صحيح لم توجه له الدعوة لشبان المنتخب الوطني لكن لنتركه يعمل ونتمنى له النجاح. بحكم كونك قريبا منه فكيف هي وضعيته حاليا؟ ماجر هو مقيم حاليا في قطر، ومنشغل بابنه وعائلته، صحيح لم يتقبل كيفية خروجه من المنتخب الوطني، لكن يجب على كل واحد منا التحلي بالواقعية. ما تفسيرك لبروز أبناء من جيل الثمانينيات، مثل ابن ماجر وابنك وابن بلومي وغيرها من الأسماء التي وجهت لها الدعوة لمنتخبات الشبان أو الأكابر؟ كل جيل وخصوصياته، والميدان هو الحاسم في كل الأحوال، قد تكون الأفضلية أحيانا لأبناء اللاعبين السابقين بحكم شعبيتهم، إلا أن الذي يفرض نفسه فوق الميدان هو القادر على النجاح. كيف تنظر إلى المنتخب الوطني على ضوء الإنجازات المميزة التي حققها جمال بلماضي؟ جمال بلماضي مدرب مميز يعرف عمله جيدا، ويحوز على طاقم متكامل، ما جعله يعطي وثبة نوعية للمنتخب الوطني، بدليل التتويج ب"كان 2019″ وتحقيق مسيرة 22 مباراة دون هزيمة، وأكيد أن المستقبل للمنتخب الوطني، ما يتطلب الوقوف دوما مع بلماضي واللاعبين من أجل تشجيعهم على مواصلة التأكيد، خاصة أن هناك تحديات في نهائيات كأس أمم إفريقيا وكذا تصفيات مونديال 2022. ما حققه بلماضي يعد فخرا لكل جزائري، خاصة وأن المنتخب الوطني مر بظروف صعبة في وقت سابق، ما يتطلب تثمين الانجازات الحالية ومواصلة الوقفة الجماعية لإثراء المسيرة بشكل أفضل. ما سر نجاح بلماضي حسب رأيك؟ بتسم بشخصية قوية ولا بماس التفرقة بين اللاعبين، وحسبه فإن الذي يمنح الإضافة هو الذي يلعب، كما يحوز على طاقم فني متكامل ويعمل بشكل جيد، على خلاف ما حدث لماجر مثلا، حيث وقع في خلافات مع طاقمه. ما رأيك في الإضافة التي منحها بلايلي بعد احترافه في الدوري القطري؟ بلايلي قلب جميع الموازين في الدوري القطري، حيث في مباريات قليلة أصبح أحد أبرز الهدافين، كما أنه ساهم في نقل فريقه من المراتب الخيرة إلى المرتبة الخامسة، وهذا ما يرشحه للعودة بقوة مستقبلا للمنتخب الوطني، خاصة وأنه اعتذر من المدرب بلماضي وله طموح لاستعادة إمكاناته والبرهنة مجددا. ماذا تقول عن وضعية بن العمري مؤخرا في الدوري الفرنسي؟ أعتقد أن وضعية بن العمري أصبحت سياسية أكثر منها رياضية، حيث لاحظنا مؤخرا تعمدا في تهميشه ناهيك عن الضغط على لاعبين آخرين مثل عطال وآخرين، وفي هذه الحالة قد يجد نفسه مرغما على المغادرة، خاصة وأن مصلحة المنتخب الوطني تفرض على بن العمري أن يكون أكثر جاهزية من الناحية التنافسية، لأنه يعد ركيزة يصعب تعويضها في المحور. وما تفسيرك للتهميش الذي يتعرض له محرز من طرف مدربه غوارديولا؟ محرز لاعب كبير وسيبقى كبيرا بالنظر إلى إمكاناته الفنية التي تجعله من أبرز اللاعبين في العالم، مشكلته انه يلعب مباريات فريقه في الدوري الانجليزي تحت ضغط عال، على خلاف ما هو حاصل مع المنتخب الوطني حيث يلعب بنفسية مرتاحة. صحيح أن غوارديولا له خياراته لكن أعتقد بأنه بالغ في تهميشه بطرق مبررة وأخرى غير مبررة. محرز قوته في إمكاناته الفنية وتمريراته السحرية ومؤخرا أصبح يجيد أيضا اللعب الدفاعي، وفي نظري فإنه إذا غادر محرز مانشستر سيتي سيعود عليه ذلك بالإيجاب، بمقدوره البرهنة مع الريال ومع أي فريق كبير في أوروبا. نعود إلى مشوارك الكروي، فقدت برزت مع نصر حسين داي وشباب بلوزداد، فماذا تقول في هذا الجانب؟ فعلا لعبت مع النصرية مدة 8 سنوات، لكن بدايتي الكروية كانت مع فريق اتحاد المدنية، وقد تنقلت للنصرية عام 1978، بعدما لعبت نهائي كأس الأشبال أمام اتحاد الجزائر خسرناه بركلات الترجيح، وحين تنقلت إلى النصرية كان عمري 17 سنة، حيث لعبت في صنف الأواسط وسرعان ما تمت ترقيتي إلى صنف الأكابر، كما لعبت مع أواسط المنتخب الوطني في عهد المرحوم بهمان. كيف تفسر خسارتك نهائي الكأس 1982 مع النصرية؟ نصر حسين داي في تلك الفترة كانت فريقا كبيرا، حيث تضم لاعبين بارزين مثل بن طلعة وبوجلطي والعربي وبوطاجين ومجرب وزميتي وإيغيل وصفصافي وقندوز ومرزقان ومعيش وزرابي وفخار وماجر وآيت الحسين وغيرهم، والأكثر من هذا فقد كان حوالي 5 لاعبين في المنتخب الوطني وخمسة آخرين في المنتخب العسكري. كثيرون يتساءلون عن أسباب خسارة نهائي كأس 82، والسبب يعود إلى تواجد الكثير من الركائز مع المنتخب الوطني والمنتخب العسكري، ما جعلنا ننهزم هندسة البناء، كما ضيعنا البطولة في الموسم الموالي أمام شبيبة القبائل، وفي المقابلة الخيرة التي جرت في تيزي وزو، حيث كان علينا الفوز فيما الشبيبة في حاجة إلى التعادل، وقد كنا السباقين إلى التهديف، لكن الشبيبة عادلت النتيجة وسط ضغط كبير عرفه الجمهور أثناء وبعد انتهاء المباراة. وماذا عن خسارتك نهائي الماس مع شباب بلوزداد عام 1988؟ نفس السيناريو في 1988 ضد اتحاد الجزائر، حيث خسرنا بركلات الترجيح، بعدما ضيع كابران الضربة الأخيرة، علما أن شباب بلوزداد كان يضم لاعبين بارزين مثل بوجلطي ولعروم ولعمراني وجفجاف وسلو وكابران وسعد الدين ودمدوم وياحي والقائمة طويلة، حيث أن عدة لاعبين كانوا مع المنتخب الوطني من بينهم انا. مادمت تحدثت عن المنتخب الوطني، ما سر غيابك عن "كان 88" بالمغرب"؟ السبب هو أن المدرب روغوف عاقبني بطريقته الخاصة، حيث أنه في أوت 1987 كنت قد برمجت حفل زفافي، لأتفاجأ ببرمجة المدرب روغوف تربصا للمنتخب الوطني، وخيرني بين التربص وتأجيل حفل الزفاف، لكن فضلت الزواج، ما جعله يشطبني من القائمة، رغم أنني كنت في موقع جيد للتواجد ضمن التعداد المشارك في دورة 88 بالمغرب، لكن بعد ذلك شاركت في دورة اللاذقية للألعاب المتوسطية مع المنتخب الثاني بدعوة تلقيتها من المدرب باشا. هل أنت راض عن مسيرتك الكروية وحتى في مجال التدريب؟ الحمد لله على كل حال، كنت قادرا على الذهاب أكثر في مشواري الكروي، لكن عموما فقد كان مميزا، والشيء الأهم أنني خضت غمار التدريب من موقع جيد بعد مواصلتي الدراسة لمدة 5 سنوات في المعهد العالي للرياضة وحصلت على شهادة جامعية، ما فسح لي المجال لتدريب نادي بودواو والمنتخب الوطني أواسط وأشبال، بعد ذلك تنقلت إلى قطر نهاية التسعينيات وخضت عدة تجارب مهنية وصولا إلى منصف مدير فني للمدارس الكروي في الاتحاد القطري، كما تحصلت على شهادات عالمية في التدريب وفي تخصصات أخرى. وماذا تقول عن إطلالاتك التحليلية في قنوات بين سبور وقنوات رياضية أخرى؟ الفرصة مواتية لرفع اسم الجزائر واسم المحلل الجزائري، من خلال تقديم آراء تحليلية بصفة موضوعية وبعيدا عن التهجم أو الإساءة، وأنا هنا من اجل تشريف الكرة الجزائرية وإعطائها الوجه الذي تستحقه. هل من كلمة أخيرة؟ أنا مشتاق لزيارة الجزائر، كنت متعود على المجيء 4 مرات على الأقل في السنة، لكن بسبب وباء كورونا لم يتسن لي ذلك هذا العام، سلامي للجميع وأتمنى الاستقرار والهناء للجزائر وجميع الجزائريين.