يشتكي سكان بلدية العالية التي تبعد ب15 كلم عن مقر دائرة الحجيرة بورڤلة وعدد سكانها 14 ألف نسمة نقائص جمة، أثرت على الحياة اليومية للمواطنين، ويعيش هؤلاء ممن تحدثوا ل "الشروق" معاناة بكل أشكالها وعلى جميع الأصعدة، منها أزمة التزوّد بالماء الشروب، وتحدث السكان عن لجوئهم إلى الوسائل البدائية من عربات وحمير لجلب الماء من مناطق بعيدة جدا. لا يزال سكان بلدية العالية يعيشون رحلة عذاب في البحث عن قارورات الغاز، حيث تعتبر المنطقة الوحيدة على مستوى بلديات الولاية الواحدة والعشرين بعد بلدية بن ناصر بالطيبات التي تنعدم بها شبكة غاز المدينة، وقد سأل السكان والي ورڤلة خلال زيارته نهاية الأسبوع للمنطقة عن سبب إقصائهم من هذه النعمة، فأجابهم بأنه سيتم تدارك الموقف لاحقا، لكن يبدو أنها نفس الوعود التي قطعها سابقوه وبدون جدوى، حسب تصريحات بعض المواطنين. وعلى صعيد الخدمات الصحية، فرغم أن البلدية بها العديد من التجمعات السكانية وثلاث قرى، إلا أنها لا تتوفر سوى على عيادة متعددة الخدمات رصدت بها عدة نقائص كصغر حجمها، ما يجعل عدد المترددين عليها محدود. واقع العيادة المزري جعل المرضى يختلطون فيها بين الجنسين رجال ونساء إضافة إلى البرودة الشديدة داخل الغرف في ظل انعدام أجهزة التدفئة. من جهة أخرى، يعاني الشباب من شبح البطالة ونقص عروض العمل بالشركات البترولية والخاصة، نظرا لانعدام المؤسسات الاقتصادية، وهم يطالبون الجهات المعنية التكفل بهم وإخراجهم من العزلة، ناهيك عن انتشار ظاهرة الانتحار ومحاباة المسؤولين في التوظيف والمحسوبية، حسب تصريح رئيس جمعية وردة الرمال بالمنطقة. وتحدثت جمعيات محلية ل"الشروق" عن ضعف الربط بشبكة الأنترنت بأغلب التجمعات السكانية، مما يحتم عليهم التنقل إلى أحياء بلدية الحجيرة على مسافة 14 كلم، كما تخلو المنطقة من مرافق ثقافية وشبانية ماعدا دار الشباب التي تفتقر للكثير من الخدمات، فيما يحتاج الملعب البلدي إلى إعادة كسوة الأرضية وإصلاحات لتطوير ممارسة الأنشطة الرياضية الفردية والجماعية. ومما زاد الطين بلة تشويه وجه القرية وانتشار القمامة بسبب ضعف إمكانيات البلدية، مما يجعل الأحياء محرومة من دخول الشاحنة بشكل يومي لنقل القمامة، خاصة وأن المواطنين يشتكون من انتشار القمامات والأوساخ لأكثر من ثلاثة أيام.